"بلومبرج": حزب أنجيلا ميركل "الجريح" يضع ألمانيا في طريق مجهول

...
...
...

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

لوقت طويل، كانت أنجيلا ميركل تمثل ألمانيا، وتحت حكمها كان الديمقراطيون المسيحيون من يمين الوسط بمثابة القوة السياسية المهيمنة في الاتحاد الأوروبي، لكن اليوم يغوص الحزب في الفوضى، ويبدو أن زعيمته الجديدة أنجريت كرامب كارينباور، لا زالت تتحسس طريقها، بحسب تقرير أعده الصحفي أرني ديلفس نشرته وكالة بلومبرج الإخبارية.

في الشهر الماضي فقط، عانى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من هزيمة تاريخية في المنطقة الشرقية من تورينجيا. وصب مايك موهرينج المرشح المهزوم جام غضبه على رئيسته عبر الهاتف، وحثته رئيسته على النوم جيدا ليلا وعدم التهور، حسبما قال مسؤول في الحزب كان على اطلاع على حديثهم.

في صباح اليوم التالي ذهب مايك وتحدث عبر شاشة التلفزيون الوطني واقترح تحالفًا غير مسبوق مع الشيوعيين السابقين. وبالنسبة لحزب ساعد في تأسيس الديمقراطية الألمانية في الغرب، فإن مثل هذه الاتفاقية غير واردة على الإطلاق.

وانهيار الانضباط في حزب ميركل من أعراض الأزمة العميقة التي تجتاح المحافظين في جميع أنحاء أوروبا. ففي فرنسا وإيطاليا، هزم الشعبويون الأحزاب التقليدية، وفي إسبانيا تراجعت الثقة في حزب الشعب. أما المحافظون البريطانيون فحدث ولا حرج، فقد تآكلوا من الداخل إلى الخارج على أيدي المتشددين بسبب البريكست.

وكارينابور هي من تتولى قيادة الحزب الآن بدلا من ميركل، لكن مؤخرا وفي المؤتمر السنوي اشتبك أعضاء الحزب في صراع على السلطة لم يحدث منذ 18 عاما هي فترة ترؤس ميركل للحزب.

وفي الوقت نفسه، يكافح الاقتصاد الألماني من أجل عدم الوقوع في براثن الركود هذا العام، بعدما تسببت حرب دونالد ترامب التجارية مع الصين في تعطيل النظام العالمي الذي يسمح للمصدرين بزيادة مبيعاتهم.

ومن ناحية أخرى، أدى قرار ميركل بالتنحي في نهاية فترة ولايتها إلى حدوث شلل سياسي في برلين، مما فتح الباب أمام فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون لتحدي النهج الألماني في كل شيء من سياسة الميزانية الأوروبية إلى أمن حلف شمال الأطلسي "ناتو".

ويبحث الألمان عن قائد قادر على مواجهة ترامب وماكرون والرئيس الصيني شي جين بينغ ،والدفاع عن مصالح ألمانيا الاقتصادية. لكن جهود كارينابور لوضع مسار جديد من خلال إعادة الاتصال بالجناح المحافظ في الحزب والتوجه إلى المعترك السياسي، تسببت في تفشي ظاهرة تحدي الأفراد لرؤساهم.

وقال مسؤول حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي إن كارينابور فشلت في وضع خطة للتعامل مع تداعيات الهزيمة في تورينجيا؛ حيث احتل الحزب المركز الثالث خلف حزب "اليسار الشيوعي" وحزب الاتحاد الديمقراطي.

وقال فريدريش ميرز- أحد منافسين كارينابور في الحزب- إنه سيتحدث في مؤتمر الحزب المقبل المقرر عقده في لايبزيغ، لكنه نفى التقارير التي تفيد بأنه قد يحاول الإطاحة بكارينابور. وقال في تصريحات تلفزيونية: "لا يُسقط حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قادته".

تعليق عبر الفيس بوك