على ضفاف الدهشة

 

ريناس إنجيم | ليبيا

 

منذ ذلك الغياب

والصباح ممزق ثوبُه

يعبر الطرقات والمقاهي والبحار

متسولا وجها ينير به عتمة الحنين

باحثا عن فنجان قهوة

مدفون في قاعه نهر من الغيب

ربما يجد ضآلته التي تربت على كتفه

وتبخرت فلم يبق إلا ملحها

يداوي به جروح تفتقت جرّاء نكش قصيدة ملبدة بأشواك السنين

ينزف منها العمر أوراقا خضراء

لم يحن خريفه

لكن حان سقوطه على أرضية الذكريات

وأنا هنا أقف على ضفاف الدهشة

شاهدا على انكسارات الروح

وصهيل الصمت

أمسك فنجان قهوتي الغارق في وجع ذاكرتي

وأنفث سيجارة الوقت لأصنع منها

غيمات مشبعة بالنسيان

أحبسها داخل صدري

وأجهض من رحم حياتي

 نزوات كادت أن تغرقني

وأتسلل أعلى غصن للشمس

وأقف شامخة

أجدل ظفائر صباحاتي

وأرثي صباحات كانت بالأمس

محط انتظاري

وسر من أسرار مكوثي خلف نوافذ الوقت.

تعليق عبر الفيس بوك