في جاكرتا وسط حضور أممي وممثلين للاتحاد الأوروبي وكبرى المنظمات الدولية

تنفيذًا للتوجيهات السامية.. إطلاق مشروع "إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني"

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ المشروع يضع العالم أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية للتفكير في ماهية العلاقات البشرية مستقبلا

◄ الإعلان يرسم نهجا لإعادة التوزان بين المصالح الدولية في عالم مضطرب

◄ تحسين حياة البشر واعتماد منظومة أخلاق عالمية ورعاية القيم الروحية.. 3 أبعاد للمشروع

◄ العقل والعدل والأخلاق.. 3 مرتكزات حضارية للتعارف الإنساني

◄ الموجهات الثلاثة: تعزيز ثقافة السلام والحفاظ على الحياة الخاصة وتعميق الشراكة المجتمعية

◄ نزار آل سعيد: "المؤتلف الإنساني" يسهم في سمو الأخلاق وصفاء النفوس وتحقيق التعايش السلمي

◄ دعم لا محدود لمشروع الإعلان من المتحدثين في اليوم العالمي للتسامح

◄ وزير الأوقاف: "الإعلان" يستهدف تنشئة وعي عالمي بضرورة الوئام والائتلاف ونبذ العنف والكراهية

◄ السالمي: المسعى الإنساني الكبير باسم جلالة السلطان يشكل معلما مهما في تقدم المجتمع الدولي

◄ السالمي: القيم والأخلاق الأساسية دعامات محورية لحقوق الإنسان والعلاقات الدولية

◄ السالمي: السلطنة تعمل على مد جسور السلام والوئام منذ القدم وخلال العهد المشرق لجلالة السلطان

◄ السالمي: الحس الديني والأخلاقي يدفع السلطنة لتنسيق استجابة دولية إزاء الاضطرابات في العالم

◄ الجابري: وسائل الإعلام تدعم مساعي نشر السلام والعدالة والتسامح والتفاهم

◄ المعمري: "إعلان المؤتلف الإنساني" مبادرة كبيرة لتعزيز القيم المشتركة على أسس الاحترام والتعاون

◄ تدشين شعار السلطنة باليوم العالمي للتسامح "التعارف بقيم إنسانية مشتركة"

◄ تدشين عدد من الطوابع التذكارية العمانية احتفاءً باليوم العالمي للتسامح

◄ جلسة حوارية حول إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني

◄ عقد اجتماعات الطاولة المستديرة بمشاركة 59 مؤسسة دولية و6 منظمات تابعة للأمم المتحدة

 

 

 

جاكرتا- العمانية

 

تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بنشر مفهوم التفاهم بين شعوب العالم بما يُعزز العلاقات الإنسانية بين الأمم، تمّ خلال الاحتفال العالمي للتسامح المُقام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أمس السبت، الإعلان عن مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني.

ويأتي هذا المشروع من منطلق دوافع التفكير بعمق في مآلات العلاقات الإنسانية بشکل عام وشكل تلك العلاقات وماهيتها في المستقبل القريب أو البعيد وهو ما يضع العالم أمام مسؤولية إنسانية أولا وأخلاقية ثانيًا.

ويهدف المشروع إلى المساهمة في وضع نهج يعيد التوازن بين المصالح والوصول إلى اقتراح منهج عمل يُقدَّم للعالم المضطرب ليعينه على النهوض من جديد، واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيه الناس على أساس من الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي.

المرتكزات الحضارية

ويتضمن المشروع ثلاثة أبعاد ضرورية لإعادة التوازن يتمثل الأول في تحسين حياة البشر والبعد الثاني في اعتماد منظومة أخلاق عالمية أمّا البعد الثالث فيتمثل في رعاية القيم الروحية للإنسان. وتتمثل المرتكزات الحضارية للتعارف للمشروع في ثلاثة أبعاد مهمة يقترح من خلالها التركيز على ثلاثية حضارية إنسانية لتحقيق التعايش والتعارف بين البشر وهي العقل والعدل والأخلاق. ويعمل المشروع إلى جانب الثلاثية ذات الأبعاد الإنسانية العامة التركيز على ثلاثة موجهات أساسية تتصل بالسلوك البشري وهي تتمثل في تعزيز ثقافة السلام والتفاهم واحترام الحياة وتقديرها وطمأنة الناس بالحفاظ على هوياتهم وحياتهم الخاصة وتعميق قيم الشراكة المجتمعية والقيم الاجتماعية.

وقال صاحب السمو السيد نزار بن الجلندى آل سعيد سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية إندونيسيا في تصريح صحفي إنّ مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني سيُسهم للأجيال القادمة من خلال رفع القيم لتسمو فيه الأخلاق وتتصافى النفوس وتتوحد فيه الأهداف السامية للتعايش السلمي، مبينًا أنّ المشروع يُقدم للإنسانية باسم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-. وأضاف سموه: "لمسنا من خلال المتحدثين في اليوم العالمي للتسامح من مختلف دول العالم دعما لا محدودا لهذا المشروع"، مُشيرًا إلى أنه ستكون هناك مباحثات مستمرة ومتكررة للوصول إلى تعريف شامل يجمع الإنسانية جمعاء والخروج بالأصلح.

 

وقال معالي الشيخ عبد الله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية في كلمة له خلال الحفل إنّه تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بنشر قيم التفاهم بين الشعوب واستمرارًا لتجربة السلطنة العميقة وإيمانها المرتبط بالأخلاق والقيم المشتركة يتم الإعلان في هذه المناسبة العالمية عن مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني. وأضاف أنّ الخبراء سيعكفون خلال الفترة القريبة المقبلة على وضع ملامحه العامة والتفصيلية بما في ذلك إيلاء عناية خاصة بالمبادرات العالمية في إطار المؤتلف الإنساني وتكثيف الأبحاث والدراسات المتصلة به ودعم مبادرات الشباب والمثقفين ووسائل الإعلام وغيرها من المبادرات، بُغية تنشئة وعي عالمي بضرورة الوئام والائتلاف في العالم يكون قادرًا على درء الصراعات والنزاعات أو على حلها وتفاديها بوسائل تخلو من العنف والكراهية، وأن نأخذ على عاتقنا معًا العمل على تعزيز بناء علاقات إنسانية متوازنة وفاعلة. وأكد معاليه أن هذا المسعى الإنساني الكبير يُشكل معلمًا مُهمًا في تقدم المجتمع الدولي نحو تحديد دور القيم والأخلاق على صعيد الدول والأفراد مجتمعين أو منفردين على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين البشر والذي يشكل ضرورة للتنمية وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب والفضيلة التي تُيسر إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب والصراع. واعتبر معاليه أن القيم والأخلاق الأساسية تُشكل دعامات محورية لحقوق الإنسان، وحكم القانون، والتبادل الاقتصادي والتجاري، والعلاقات بين الدول والأمم والأفراد على سواء مشيرًا إلى ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد أن شعوب الأمم المتحدة أخذت على أنفسها عهدًا بأن تعيش معًا في سلام وحسن جوار.

وأشار السالمي إلى أنّ السلطنة عملت منذ الأزمنة العريقة الأولى وحتى هذا العهد المشرق لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن المعظم - حفظه الله ورعاه- على مد جسور التواصل مع العالم وبسط ثقافة السلام والوئام وكان الإبحار بين دفتي العالم شأنًا معتادًا لدى العمانيين أكسبهم عُمقًا في فهم حركة التاريخ ومسارات الأحداث والاستدلال بهما في التعامل مع المتغيرات الآنية وقد اختطوا لأنفسهم مسارًا في نشر قيم التواصل والسلام في المنطقة والعالم.

واختتم معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية كلمته بالقول إن الاضطراب الحاصل في الوقت الحالي يدفعنا فيه الحس الديني والأخلاقي والإنساني بالسلطنة للتنسيق حول الاستجابة لهذا التحدي الدولي، بما في ذلك الدراسات والأفكار والمقترحات كخطوة أولی وضرورة مُلحة داعين العالم إلى العمل معًا لتعزيز التضامن والوئام في ظل قيمنا الإنسانية التي تجمعنا وأخلاقنا التي تُشكل هويتنا الإنسانية.

من جانبه، قال سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام في تصريح صحفي إن السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- تبذل جهودًا كبيرةً في سبيل نشر قيم العدل والسلام والتسامح والتعايش والوئام الإنساني، مشيرًا إلى ما تحظى به السلطنة من إشادة واسعة في هذا الجانب من قبل المشاركين في الاحتفال من مختلف دول العالم. وأكّد سعادته أهمية دور الإعلام في دعم كل المساعي ونشر قيم السلام والعدالة والتسامح والتفاهم، حيث إنّ الجميع يشترك في إيصال هذه الرسالة الإعلامية سواء كانت مؤسسات إعلامية أو أفراد.

وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية أهمية مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني الذي يُعد مبادرة كبيرة وإنسانية في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة في العالم على أسس الاحترام المتبادل والتعاون والإخاء والوئام الإنساني. مضيفًا أنّ مبادرات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تأتي دائمًا من أجل صلاح وحماية كرامة الإنسان أينما كان كما أنّه مشروع يهدف إلى نبذ التطرف والغلو.

وتضمّن الحفل تدشين شعار السلطنة باليوم العالمي للتسامح تحت شعار "التعارف بقيم إنسانية مشتركة" الذي يُجسد البُعد الإنساني في العلاقات بين الأفراد والدول والمجتمعات وفق مبادئ الاحترام والتقدير للتنوع البشري في العالم واحترام الثقافات والأديان والمقدسات ونبذ كافة أشكال التطرف والعنف والكراهية.

كما دشّنت السلطنة خلال الاحتفال عددا من الطوابع التذكارية العمانية "التعارف بقيم إنسانية مشتركة" والتي تمّ إعدادها بالتعاون مع بريد عُمان احتفاءً باليوم العالمي للتسامح التي تعكس جوانب من مشروع رسالة الإسلام والذي انطلق عام 2010.

وتم خلال الحفل عرض رسائل مرئية لعدد من المسؤولين الأمميين أشادوا خلالها بإعلان السلطنة عن  مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني، كما أقيمت جلسة حوارية شارك فيها سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام والمكرم الدكتور إسماعيل الأغبري عضو مجلس الدولة وعدد من المفكرين والباحثين تطرقت إلى الجهود المبذولة في تعزيز التعايش والتقارب والاحترام الوئام الإنساني ونبذ التطرف والكراهية.

كما أقيمت اجتماعات الطاولة المستديرة التي نظمتها السلطنة ضمن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح والإعلان عن  مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني  بمشاركة عدد من الباحثين والعلماء وداعمي السلام من مختلف دول العالم. وتم خلال اجتماعات الطاولة المستديرة الذي شارك فيها أكثر من 59 مؤسسة دولية و6 منظمات تابعة للأمم المتحدة طرح آراء ومداخلات من قبل المشاركين من مختلف دول العالم ومرئياتهم التي تقدموا بها تجاه "مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني" ودور المؤسسات والمنظمات الدولية خاصة المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومساهمتها في دعم هذا الإعلان.

تعليق عبر الفيس بوك