"واشنطن بوست": بوليفيا تواجه خطر الانزلاق إلى الفوضى

...
...

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تتعرض بوليفيا لأعمال عنف وخطر الانزلاق إلى الفوضى، وتشير أصابع الاتهام إلى الرئيس المستقيل حديثًا إيفو موراليس، لمسؤوليته عن حالة الفوضى التي تعاني منها البلاد، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها.

فموراليس، الذي أصبح أكثر استبدادًا على مدار 14 عامًا تقريبًا في منصبه، أصر على الترشح لفترة ولاية رابعة حتى بعد أن خسر استفتاءً وطنيًا حول ما إذا كان يسعى للترشح. ثم عمدت الهيئة الانتخابية، التي يسيطر عليها، إلى تزوير نتائج انتخابات 20 أكتوبر لتسلم بفوزه في الجولة الأولى.

كانت النتيجة متوقعة. فقد خرج البوليفيون الغاضبون إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد. وكانوا من قبل يتظاهرون لأسابيع عندما أفادت مراجعة صادرة عن "منظمة الدول الأمريكية" بحدوث مخالفات هائلة في فرز الأصوات ودعت إلى إجراء انتخابات جديدة.

هذا هو الحل الصحيح. لكن عقد قادة الجيش والشرطة الوطنية العزم على دعوة موراليس إلى التنحي. ولم يكن ذلك بمثابة انقلاب بالمعنى التقليدي؛ إذا لا توجد قوات اقتحمت المكاتب الحكومية، ولم يبد الجيش حتى الآن أي اهتمام بالاستيلاء على السلطة.

لكن التدخل العسكري أدى إلى فراغ خطير في السلطة، فقد استقال موراليس وكبار القادة التشريعيين من حزبه، ولم يترك أحد يسيطر على الحكومة. وشرع الغوغاء المتعاطفون مع الجانبين في نشر حالة من النهب والحرق المتعمد.

ويوم الاثنين، كان قادة بوليفيا الأكثر مسؤولية، بمن فيهم كارلوس ميسا الوصيف في انتخابات 20 أكتوبر، يحاولون الحفاظ على النظام الدستوري من خلال عقد المؤتمر الوطني لقبول استقالة موراليس وتعيين خليفة مدني يدعو إلى إجراء انتخابات في غضون 30 يوما. لكن لم يكن واضحا أن موراليس سيتعاون. وبدلاً من ذلك، فقد كان يختبئ في معقله بمنطقة لزراعة الكوكا، وغرد عبر تويتر يدين "الانقلاب"، حتى إن النواب الموالين له منعوا الهيئة التشريعية من الحصول على النصاب القانوني اللازم للعمل. واتهم ميسا موراليس بالسعي لإثارة الفوضى في البلاد، ولاحقا فر موراليس هربا إلى المكسيك.

وعلى الرغم من كونه أحد تلامذة الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو شافيز، إلا أن موراليس لم يحذو حذوه في الفوضى الاقتصادية التي دمرت فنزويلا. وعلى العكس من ذلك، أشرف على تحقيق نمو مضطرد وسعى إلى الحد من الفقر. وكعضو في شعب آيمارا الأصلي، عرض احترامًا وميثاقا جديدًا لأغلبية سكان بوليفيا الأصليين. لكن سبب سقوطه تشبثه بالسلطة، فلم يستطع أن يتقبل أن غالبية البوليفيين يريدون منه مغادرة منصبه.

وأدى استقطاب أمريكا اللاتينية بين الأنظمة اليسارية واليمينية إلى ردود فعل دبلوماسية واسعة النطاق؛ حيث شجبت الحكومات اليسارية الانقلاب المفترض فيما رحب اليمينيون بسقوط موراليس.

وأكدت واشنطن بوست في ختام افتتاحيتها، ضرورة أن تدعم جميع الأطراف موقف "منظمة الدول الأمريكية"، الذي يدعو إلى إنهاء العنف و"عقد اجتماع عاجل" للمؤتمر الوطني "لضمان الأداء المؤسسي وتعيين سلطات انتخابية جديدة لضمان عملية انتخابية جديدة".

تعليق عبر الفيس بوك