د. ريم سليمان الخش | باريس
إذا انكشفت مجسّدةً يقيني
سأحضنه برمشيَ والعيونِ
//
وأغلق شُرفة الأنات فورا
مقبّلة جراحا من سنينِ
//
إذا انفرجت يُغلّقُ كلّ بابٍ
سوى باب التولّه كلّ حين
//
على بردى يصبّ القطر صبّا
ليغرقَ في مداعبة اللجينِ
//
ويرسمَ في اهتزازٍ شاعريٍّ
دوائرَ ناقلاتٍ للشجونِ
//
دوائرَ وسّعت في شقِ بطنٍ
ليلتحمَ المصبّ مع البطين
//
وعادت في التحامهما حياة
كما كانت بذاكرة الجنين
//
وماأحلى التقاء الماء عشقا
كذا مُزجَ الحنين مع الحنينِ
//
معا نبكي كأطفالٍ تلاقوا
بُعيدَ اليُتم عند الوالدينِ
//
بحرْقَةِ من تشكى من حياةٍ
تُقطّعُ للسان ولليدينِ
//
هي الدنيا معاناةٌ وكدحٌ
إلى لقياه في وعدٍ مبينِ
//
بلحظة ما يسيلُ الماء فرجا
يسيلُ الدمع في الوجه الحزين
//
بتوقيتٍ مع الأوجاع تمشي
تؤرخُ جرحه حينا بحينِ
//
كأنّ الوقتَ نهرٌ من عذابٍ
يصبّ بنا إلى بئرٍ دفينِ
//
فإمّا الفوز في خُلدٍ يقينا
وإمّا السّقْطُ من شكٍ خؤونِ !!
//
هي الدنيا صراعٌ مستمرٌ
ليختبطَ الشمال مع اليمين
//
وأقوانا صبورٌ سيفُ حقٍ
وأضعفنا يضيعُ مع الطعون
//
وطوفان المصائب في اجتياحٍ
وقد تنجو بإحدى الحسنيينِ
//
أخافُ أخافُ أن يغتال حبي!
أعدني منك دفقا بالوتين
//
أعدني منك إنّك حصن روحي
أيدركني وحضنك لي سفيني؟!!
//
أخافُ عليَ من غلٍّ لئيمٍ
فيمحوَ ماترسخَ بالظنونِ
//
على تخت الغرام لنا شهيدٌ
وفردوس به من كلّ لون
//
دهاليزا تركت بها قصيدي
كصوفيّ تشرّب بالجنون
//
كدرويش يرى بالحب كونا
تسامى فوق أبصار المنون
//
بصدرٍ قد حوى الأيام جرحا
على دمعٍ بمنفاه الحزين
//
تعال لنجعل التاريخ خُلدا
جنانا من قصائدَ حور عين
//
بأوتاد الخيام نُشيد قصرا
لمن كانوا رهائن محبسينِ
//
رأيت وجوههم كالبدر شعّت
وجوها ساقياتٍ كالمزون
//
عيونا ناضحاتٍ من يقينٍ
على فوز يُسطّرُ في الجبين
//
قرابينا لقد كانوا لعرشٍ
بدا طُعما لألسنة حرونِ
//
بقعر النار ملتهبا مذابا
كقطران الأباطرة الثمين
//
يؤبّدُ في اقتصاص محرقيٍّ
فقد حان الأمانة منذ حين
//
سنبلغ في محبتنا رياضا
بإعجازٍ مجازيٍّ مبين !
//
معارجَ ماصعدت لها بفنٍ
مباهج للصحائف والمتون
//
به نهرٌ وأزهارٌ سكارى
مضوّعة بكلتا الضفتينِ
//
وهسهسة النسيم بشقِ فجرٍ
تبسمّ في انشراحاتٍ ولينِ
//
وزقزقة الطيور شدت بشعرٍ
ألذّ من التهجد في سكونِ !!
//
بواحتنا اجتمعت بذات نفسي
إماما في التعبّد والمجون
//
يصبّ الشعر كوثرَ من حليبٍ
على بُسُطٍ من الكَلَم الحنونِ
//
قرينٌ مارأيتُ له مثيلا
فطوبى للمقرّن والقرين
//
كأنهما وقد عادا التئاما
لآلئ في توضّعها المصونِ
//
وقد ضحك الوجود على انبساطٍ
فرفّ الشعرُ يرقصُ للرنينِ
//
وقد طنّت قصائدنا ورنّت
وحبّك دفّها يانور عيني