قتلتك... ثم بكيت على غيابك

عادل الكلباني | سلطنة عُمان

 

 

قاف القلب/قاف القهوة/ قاف القُبلة/ قاف الشوق..

مابين الدمعة والدمعة

قاف الفقد /قاف الطريق البعيد/ كالغياب

•••

 

كما يفتقد المسافر في غربته / لضوء يخاتله الفلق

كما يفتقد البحر هديره

اليمام هديله

الصحراء لرشقة مطر

الصادي لرشفة ماء

افتقدك..

•••

 

بعثر كل ذكرياتك/ أمامك ..

مثل قفار الأثر

حين تتكاثر كرمل الصحاري

سيرشدك

قلبك يقيناً

من يستحق

هُداك

•••

 

كم مرة قلت لمسقط/ وأنا أُناجي/ مايفعله البحر بموجهِ/ من هنا مر جمالها الجبار

أرجوك.. لا تُغرق الذكريات.

•••

 

كم مرة قلت لمسقط/ أن بريقكِ لا يساوي دفقة موج /في بحر هواها..

•••

 

كم مرة قلت لمسقط/ إني أكرهكِ /أيتها المدينة المكتظة بالسماسرة والغرباء

لكني حين اقترب/من مزار الذكريات/ أتحول مثل طفل تُفرحه الهدايا..

•••

 

كم مرة قلت لمسقط/ أيتها المدينة المتغطرسة بالنفوذ واللصوص والمال ..أعيدي لي مابعثناه فيكِ من ألق ..

فأني أحس بالأنطفاء

منذ الغياب

•••

 

وبي ولعٌ

أرشف الورد من شفتيكِ

شهد ... غرام

 ولي طمعٌ

أن تصدح الذكريات في قلبها مثل هديل اليمام

لتعلم..

ماذا يعني الحنين؟

•••

 

كان يُكثر الحديث عن الوجوه التي غيبت فيه كل جميل/ وأنا أراقصه على وقع أناشيد الطفولة/ نخل باسق الظل/ لينسى

•••

 

 

كان يُكثر الحديث عن كل حزن/ وأنا بداخله مُشرقة كالنور / ليتكىء على فرحي.

•••

 

كان يُكثر الحديث عن الحب/ فأتوسل إليه/ أن يستمر /لأُسافر فيه..

•••

 

كان يُكثر الحديث عن الذكريات/ وأنا مُبتلة به/ كلما تكلم /قبلتهُ ليصمت.

•••

 

كان يُكثر الحديث عن كل جرح مر بنا/ احضنه/ فيُزهر قلبه حدائق ورد .

••••

 

كان يُكثر الحديث/ عن الوطن الذي باعوه بثمن بخس كأخوة يوسف/فبكينا معاً/ لكن الوطن ظل حارساً لنا رغم جراحه كإله.

••••

 

قل إنه الحب يحملني إليك كغيمة في كل الجهات لتُمطر مباركاً بقلبي

قل إنها الدروب المعفرة بالذكريات/لكنها خضراء المسافة إليك..

••••

 

في صباح جميل كهذا..

كنا نتحلق حول الطفولة تناغينا بالضحك والحكايات

نمسك بها /بكل ماأوتينا من قوة/ لئلا تهرب منا وتولي الأدبار /صوب السفر البعيد..

 

كنت أمسك بصباحاتها المُضيئة /حتى أني تخضبت بنورها حتى اليوم/وكانت الجميلة تُمسك بكل ورد فيها حتى إنه عندما استيقظ كل فجر يتضوع عبق الورد من قلبي

كنا نصرخ على طفولتنا بالتريث قليلا /فنحن بالكاد لم نكمل بعد /كل الضحك والحب والأغنيات /..

لكن الطفولة/ولت وجهها شطر الغياب /تاركة لنا صباحات الورد نتدثر بها كلما أزعجنا الحنين...

••••

 

لماذا تبكي ؟

أنا/ لا أبكِ

أنا فقط

أُخرج

اللؤلؤ

العالق

في

صدري

منذ

جف

النبع

بغيابك.

تعليق عبر الفيس بوك