اليابان ترى تقدما في المفاوضات التجارية مع أمريكا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قال كبير المفاوضين في طوكيو في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الصفقة التجارية الأمريكية اليابانية الجديدة بمثابة انتصار للصناعة اليابانية، كما إنها توفر طريقًا لإلغاء رسوم السيارات الأمريكية.

وأشاد توشيميتسو موتيجي، الذي أصبح وزيراً للخارجية في سبتمبر الماضي، بعد توقيعه على اتفاق التجارة مع واشنطن، بما تحقق باعتباره "إنجازا كبيرا". وقال إن البلدين سوف يتشاوران الآن بشأن القطاعات التي يتعين التعامل معها في صفقة الجولة الثانية.

وتُظهر تعليقات موتيجي كيف يخطط لتأمين التصديق البرلماني على صفقة أثارت بعض الانتقادات في اليابان لأنها تخفض الرسوم اليابانية على لحوم الأبقار وغيرها من الواردات الزراعية من الولايات المتحدة دون خفض الرسوم الأمريكية على السيارات اليابانية أو قطع غيار السيارات.

وقال وزير الخارجية- وهو حليف مقرب من رئيس الوزراء شينزو آبي ويعد مرشحًا محتملاً في المستقبل لرئاسة الوزراء- إن الولايات المتحدة قدمت ضمانات "واضحة بشكل غير معتاد" بأنها لن تفرض رسوم الأمن القومي على الواردات اليابانية بموجب المادة 232 وأنها ستسعى للحصول على حصص من السيارات اليابانية.

ومثلت تلك الرسوم ضربة مدمرة لبعض أكبر الشركات اليابانية.

وقال موتيجى إنه لا يزال من الممكن تحقيق الهدف القديم المتمثل في تخفيض الرسوم الأمريكية على السيارات اليابانية. وقال: "بالنسبة للسيارات وقطع الغيار، من الواضح أنه تم الاتفاق على أننا لن نواصل المفاوضات فحسب، بل سنجري مفاوضات أخرى منفصلة لإلغاء الرسوم".

وكانت أمريكا على وشك خفض الرسوم الجمركية في الصفقة التجارية المقترحة للشراكة عبر المحيط الهادئ المؤلفة من 12 عضوًا، والتي تم التفاوض عليها في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن الرئيس دونالد ترامب انسحب من تلك الصفقة. وبعد ذلك وضعت البلدان الـ11 المتبقية اتفاق الشركة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادي "TPP" موضع التنفيذ، تاركة المزارعين الأميركيين في وضع غير ملائم عند البيع للسوق اليابانية.

وتحت ضغط ترامب، وافقت اليابان على التفاوض حول صفقة ثنائية أصغر، تعتبر كمبادلة تهدف لتخفيض الرسوم الزراعية للحصول على تنازلات أمريكية أكثر تواضعًا في قطاعات مثل الأدوات الآلية والآلات الموسيقية.

ويعد النزاع مع كوريا الجنوبية، إحدى أكبر القضايا التي سيواجهها وزير الخارجية الجديد، والذي تفجر حول أحكام محكمة كوريا الجنوبية بمنح تعويضات عن العمل القسري خلال الحرب العالمية الثانية في اليابان. وحذر موتيجي كوريا الجنوبية من تصفية أصول الشركات اليابانية في سيؤول من أجل دفع تعويضات. ولمح إلى احتمال الانتقام إذا مضت سيؤول، قائلا إن طوكيو ستدرس جميع خياراتها. وأضاف "التصفية ستؤدي إلى تفاقم الوضع من جانب واحد وتجعله أكثر خطورة... نطلب بشدة من حكومة جمهورية كوريا أن تعالج الوضع، الذي ينتهك القانون الدولي".

لكنه شدد على أن اليابان تريد حلاً دبلوماسياً للنزاع الذي اشتد منذ فرض طوكيو ضوابط تصديرية على المواد الكيميائية الحيوية لصناعة أشباه الموصلات في كوريا الجنوبية، ثم انسحبت سيؤول من اتفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية. وقال الوزير "الكرة في ملعب الحكومة الكورية الجنوبية... إذا كانت هناك مقترحات ملموسة لتحسين الأمور من الجانب الكوري، فنحن بالطبع على استعداد للاستماع إليها". والتقى آبي مؤخرًا برئيس الوزراء الكوري الجنوبي لي ناك يون. واتفق الرجلان على ضرورة الحوار لحل النزاع.

تعليق عبر الفيس بوك