سهام الدغاري | ليبيا
كُلُّ الأشياءِ/ لمْ تَعُدْ /ترتدي وجوهَهَا الحقيقيةَ/
فهذا النصُّ مثلاً / لاينبيءُ عن فَحواه/
والكلماتُ هُنا/ تجترُ معانيها/
تفعلُ هذا/ وهي مُوقنةٌ/ بِخِوائِها التَّام/
وبَأنَّ فَعْلَتَها هذهِ/ لنْ تجْلِبَ لَها/ الشعورَ بالامتلاء/
تماماً/ كما الشِّتاء/
الذي صارَ/ هَو الآخَرُ/ خاوياً
فهوَ لم يعُدْ يأتي/ لِيتِمَخَضَ / عن خُضرةٍ وماء/
كما علمُّونا/ حين كُنا صِغاراً
صارَ يأتي/ ليَطْرُقَ نوافِذَنا/ بقسوةٍ ثمُ يستديرُ/
تاركاً وراءِه/ الفَزعَ والسُّعالَ/ والكثيرَ /
منَ السياراتِ المُعطَّلةِ/
والطُّرقاتِ الغارقةِ/ في بُؤسِها
منذُ ثلاثين ربيعاً / كنتُ طفلةً/ تقفُ على أعتابِ المراهقةِ/
بِجديلتين ذهبيتين/ وابتسامةٍ خلابة/
كنتُ سعيدةً جداً/
قبلَ أنْ أرتَطِمَ بحكايةٍ حزينةٍ/
حكايةٍ/ علَّمتني أن الحقائقَ/
ليستْ تلكَ التي/ تنعكِسُ على سطحِ المرَايا/
بَلِ الحقائقَ/ هوَ ما يلتصِقُ بخلفيتِها المُعتمةِ/
حينَها فقطْ/ أدركتُ بأنَّ للحياةِ وَجهين/
وإنَّ الوجهينِ/ يتجاذبانِ أطرافَ السؤالِ ذاتهِ/
لِمَ جِئنا ؟
هل جِئنا/ لنُقدَّس الله ؟
ولكنْ/ للهِ/ وجهٌ واحدٌ
أم تُرانا جِئنا/ لنثأرَ لأبينا الطيبِ/ من أبينا الشريرْ/
ونَكمِلَ ملحمةَ الموتِ الأولى/
ولكنْ/ للموتِ أيضاً وجهٌ واحدٌ/
ونحنُ الذين/ تُهنَا في الشِّعابِ/
بينَ العَمائمِ/ وبدلاتِ الاسمو -كينج
نرتدي العديدَ/ من الوجوهِ/
نبحثُ لنا/ عن دينٍ بمائةِ كتابٍ/
وعن عقيدةٍ/ بألفِ مبدأٍ/
ونجعلُ للسؤالِ/ مائةَ جوابٍ
وعندَ كُلِّ جوابٍ/ نُقبرُ ألفَ حقيقةٍ
ونُكَبِّرْ
الله أكبرُ/... الله أكبرُ/
وأنا هُنا كالعادةِ/ أكذِبُ على نفسي
وأُقْنِعُهَا/ بأنَّ للأسبابِ مُسبِّباتُها/
وبأنَّه ثمةَ سببٍ حقيقيٍ/ يجعلُني/ عندَ آخِرِ/ كلِّ نصٍّ أكتبُه
أرشقُكَ/ بذاتِ السؤالِ
كمْ/ وكمْ وجهٍ/ تُخفي/ وراءَ ظِلِّكَ ؟