لم يكن سهلا

د. أحمد جمعة | مصر

 

لم يكن الأمر سهلا

أن أضع خنجر الكلمات في صدرك

يا أخي،

لقد ذُرِفت دموعك من عيني،

وأيامك المالحة كلها

أشعر بها

في عمري المجروح.

***

 

لم يكن سهلا

أن أكون بهذه القسوة

أنا الذي كانت تخدش روحي النسمات،

لطالما بكيت أيضًا كل ليلة

ولم يكن ينصت لي سوى

الفراغ والظلام

وقلبي الذي فعل الحزن فيه فعلته

وما عاد من قرب ليدمله.

***

 

لم يكن سهلا عليّ ألمك

ولا حتى قولك لي بأنك متعب،

كلانا أهش من الدموع

لكن خرسانة الأيام جعلتنا هكذا

باردين

نستقبل الألم بحفاوة وامتنان

لا نبالي للضحكة التي كانت رغيفنا

ولا لحرارة جسدينا المتلاصقين على كنبات الطفولة

ولا حتى للحلمة التي كلانا شربها،

فقط باتت المسافة ما بيننا

والكلمات الجافة المنمقة التي على صخرتها

تُسفك المحبة

بلا أدنى درجة ممكنة للشعور.

***

 

لم يكن سهلا عليك أيضًا

أن تبوح لي بخناجرك النابتة في قلبك

ولا أن تصافح داخلي

بيديك الغائرتين في الشوك،

أفهم ما وراء الصمت

وما لا يقدر عليه البوح

لكن أيمكنك فهم برودتي وصلافتي

والشخص الذي صرتُه؟!

أيمكنك قطع طريق الدموع وحدك

بكل هذه الجروح

دون أن تقول في قرارة نفسك: أخ؟!

تعليق عبر الفيس بوك