تدشين أول منصة في السلطنة لتوقيع الشراكات

توقيع حزمة من المبادرات التنموية مع انطلاق المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الطائي: السلطنة تبدأ مرحلة جديدة من النهضة عنوانها "التنمية عبر الشراكة"

◄ لأول مرة في السلطنة.. إطلاق الشبكة الإعلامية للمسؤولية الاجتماعية لتنظيم الجهود

◄ المنتدى أول منصّة وطنية لتوقيع الشراكات الثنائية وإطلاق المبادرات الاجتماعية الواعدة

◄ فاطمة البلوشي: المسؤولية الاجتماعية مفهوم قائم على التزام الشركات بتنمية المجتمع

◄ الحاجة إلى وضع مؤشرات لقياس التقدم في مشاريع المسؤولية الاجتماعية

◄ نشر استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات لإبراز أهمية القطاع

◄ تشجيع المجتمع المحلي على الإسهام في أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات

◄ بناء قدرات المنظمات غير الحكومية للإسهام بفعالية في أنشطة المسؤولية الاجتماعية

 

 

 

رعى صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد، صباح أمس الأربعاء، انطلاق أعمال الدورة الثالثة من المنتدى العُماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية "منصة توقيع الشراكات وإطلاق المبادرات"؛ وذلك بفندق جراند حياة مسقط.

واستُهل المنتدى بفيلم تعريفي عن الدورة الثالثة من أعمال المنتدى، تلته كلمة ترحيبية ألقاها المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية المشرف العام على المنتدى، أكد خلالها أنّ السلطنة وهي على مشارف نوفمبر المجيد تستقبل مرحلة جديدة من مراحل نهضتنا المباركة، عنوانها الرئيس "التنمية عبر الشراكة"، مشيرا إلى أنّ جزءا من هذه الشراكة يأتي من خلال مظلة هذا المنتدى في دورته الثالثة الذي يمثل المنصة الوطنية الأولى التي تُعنى ليس فقط بتنظيم قطاع المسؤولية الاجتماعية للشركات، وإنما كمنصة متميزة لتوقيع الشراكات الثنائية ومتعدِّدة الأطراف وإطلاق المبادرات المجتمعية الواعدة لأول مرة في بلادنا، في إطار الأمانة التي كانت ولا تزال تفرضها علينا المسؤولية الوطنية والشعور بالواجب تجاه وطننا الحبيب.

الرؤية- فايزة الكلبانية

تصوير/ راشد الكندي

 

وأكّد الطائي ضرورة تجاوز النظرة القديمة للحكومة وأدوارها، فالمرحلة الحالية والمراحل المقبلة لا تعترف سوى بتضافر الجهود والعمل الجماعي من أجل تحقيق الهدف الواحد؛ سواء الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني، وحتى الأفراد، فكما كان هؤلاء جميعا شركاء في استشراف وصياغة موجهات مستقبلهم، كما عشنا ذلك خلال صياغة المسودة الأولية لرؤية عُمان 2040، فإنّهم جميعا اليوم مطالبون ومسؤولون عن تنفيذ هذا الكم الهائل من الطموحات الوطنية.. كل في إطار مسؤولياته ومكانه ومدى قربه أو ابتعاده عن نقطة ارتكاز المسار التنموي في البلاد.

 

التنمية الحديثة

وتابع الطائي قائلا إنّ ثمة ضرورة ملحة لتجاوز المفهوم القديم للتنمية والمتمحور فقط حول إنشاء المدارس أو المستشفيات أو شق الطرق، ومن ثمّ التوجه نحو المفاهيم الحداثية للتنمية، والتي أبرزتها بوضوح تام الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، وهي 17 هدفًا وقعت عليها دول العالم- ومنها السلطنة. وأكد أنّه لا مناص من ضرورة قيام شراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص، شراكات تؤمن بالعمل الجماعي، وتترجم الأسس الرئيسية التي تقوم عليها فكرة تحقيق الأهداف التنموية السبعة عشر. وأوضح أنّ أبعاد المرحلة الجديدة التي نتحدث عنها تتجلى في إطلاق القطاع الخاص لمبادرات خلاقة ومشاركة الحكومة في تنفيذ المشروعات التنموية، بما يضمن تحقيق مكسبين رئيسيين؛ هما: تخفيف العبء عن كاهل الحكومة في ظل التحديات المالية القائمة، والمكسب الثاني يتمثل في تمكين القطاع الخاص في مسيرة التنمية بصورة أكبر، وإدارة مختلف المشروعات بفكر جديد يواكب متغيرات العصر.

وكشف الطائي عن إطلاق جريدة الرؤية للشبكة الإعلامية للمسؤولية الاجتماعية، كأول شبكة وطنية في السلطنة تهتم بتنظيم جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات، لضمان التوظيف المنهجي لها، والمساهمة في طرح مبادرات تحقِّق الاستدامة، وتقديمِ خدماتٍ استشارية لمُؤسَّساتنا وشركاتنا في القطاع الخاص، والمساهمة في تنفيذ البرامج التدريبية المُسَاعِدة، وورش العمل المتخصِّصة، إلى جانب عقد الملتقيات والمنتديات المعنية بالمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة في كل محافظات السلطنة. وأوضح الطائي أنّ المنتدى يشهد تدشين "منصّة توقيع الشراكات وإطلاق المبادرات"؛ حيث سيتم توقيع مبادرات ممولة من قطاع النفط والغاز، ومبادرات للتوظيف وأخرى في التعليم، والقيمة المحلية المضافة وغيرها من القطاعات التي أصبحنا ننظر اليوم على أنّها الرهان الحقيقي في رحلة تحقيق الآمال الوطنية الكبيرة.

 

البيان الافتتاحي

وألقت الدكتورة فاطمة محمد البلوشي رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة "البحرين ترست"، البيان الافتتاحي للمنتدى؛ حيث ذكرت أنّ المنتدى يناقش قضية مهمة لها أثر كبير على تطوّر قطاع الأعمال والتأكيد على فكرة أن الشركات لم تعد قادرة على العمل ككيانات اقتصادية تعمل بمعزل عن المجتمع المحيط بها، ولهذا أصبح التطبيق الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية من الضرورات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا. وبيّنت أنّ هناك عدة دوافع للعمل نحو المسؤولية الاجتماعية للشركات، منها أنّ المجتمعات اعتادت في الماضي على الحكومات لتحقيق الأهداف الاجتماعية والبيئية، لكن ومع تقلص الموارد الحكومية، أدى ذلك إلى استكشاف المبادرات الطوعية من قبل الشركات. وقالت إنّ الدراسات أثبتت أنّ السلوك الأخلاقي للشركات له تأثير متزايد على قرارات الشراء للعملاء، مشيرة إلى دراسة حديثة تظهر أنّ مستهلكا واحدا من بين كل خمسة مستهلكين إمّا كافأوا أو قاطعوا شركات بناءً على أدائها الاجتماعي.

وسلّطت البلوشي الضوء على التحديات التي تواجه الشركات لتنفيذ المسؤولية الاجتماعية، ومنها الحاجة إلى مؤشرات قياس التقدم أكثر تحديدا في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، إلى جانب نشر استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات. ودعت البلوشي إلى تنفيذ التدريب الإداري والذي يسهم بدور مهم في تنفيذ استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات، إضافة إلى تشجيع المجتمع المحلي بالمشاركة والمساهمة في أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات. وحثت البلوشي كذلك على أهمية بناء قدرات المنظمات غير الحكومية المحلية لكي تساهم بشكل فعال في الأنشطة المستمرة للمسؤولية الاجتماعية للشركات، وكمدخل للشراكة الناجحة.

 

فوائد المسؤولية الاجتماعية

وتحدثت البلوشي عن فوائد المسؤولية الاجتماعية، وقالت إنّ مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات في حال تم تنفيذه بشكل صحيح يمكن أن يحقق مجموعة من المزايا التنافسية، وتشمل الفوائد التي تعود على الشركة مثل تحسين الأداء المالي، وانخفاض تكاليف التشغيل، وتعزيز صورة العلامة التجارية وسمعة الشركة، وزيادة المبيعات وولاء العملاء، وزيادة الإنتاجية والجودة، إلى جانب المزيد من القدرة على استقطاب الكفاءات والاحتفاظ بهم، وانخفاض الرقابة التنظيمية، والحصول على رأس المال، وتنوع القوى العاملة، وسلامة المنتج وانخفاض المسؤولية، ورفع قدرة الشركة على الابتكار والتعلم.

وضرّبت البلوشي مثالا بالمسؤولية الاجتماعية، حيث أشارت إلى شركة تومز TOMS العالمية، وهي من أشهر وأكبر شركات الأحذية العملية في العالم، وتؤكد الشركة عبر موقعها على الانترنت، أهمية المسؤولية الاجتماعية، وكيف أنّها أصبحت جزءا من ثقافة الشركة وموظفيها.

 

توقيع الشراكات

وانطلق المحور الأول من أعمال المنتدى بعنوان "منصة توقيع الشراكات وإطلاق المبادرات"، حيث تمّ توقيع حزمة من مبادرات المسؤولية الاجتماعية، أولها مُبادرات قطاع النفط والغاز، وتم توقيع مبادرة إنشاء ورش مهنية لذوي الاحتياجات الخاصة (فوق 18 سنة)، برعاية شركة تنمية نفط عمان وشركة أوكسيدنتال عمان، وشركة بي بي عمان، ومجموعة النفط العمانية وأوربك، ودليل للنفط، وسي سي إنرجي.

وتمّ توقيع المشروع الثاني وهو مبادرة إنشاء مركز أوتورد باوند عمان في الجبل الأخضر؛ حيث ستقوم شركة أوكسيدنتال عمان بإدارة ومتابعة تنفيذ المشروع بالنيابة عن الشركات المساهمة. ووقع الاتفاقيتين من جانب وزارة النفط والغاز، سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، ومن الطرف الثاني في الاتفاقية الأولى سعادة الدكتور يحي بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، والمهندس عبدالأمير بن عبدالحسين العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة بشركة تنمية نفط عمان، فيما وقّع الاتفاقية الثانية مع كل من سليمان بن مسعود الحارثي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أوتوارد باوند عمان، وعدنان اللواتي نائب الرئيس لعمليات مخيزنة بشركة أوكسيدنتال عمان.

أمّا مبادرات شركة دليل، فتضمنت تطوير سوق الخضار والفواكه بولاية عبري، وإنشاء ملعب سباعي لكرة القدم وملعب للكرة الطائرة بنيابة حمراء الدروع، ومشروع تطوير سوق الأسماك بولاية ضنك. ووقعت المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي مبادرة تمويل مشروع تحديث وتطوير مختبرات الحاسوب بكلية العلوم التطبيقية بولاية صور. ووقع الصندوق الوطني للتدريب اتفاقية مع الشركة العمانية للنقل البحري، وهي مبادرة "بناء القدرات للكوادر العمانية"، بهدف تدريب وتأهيل 100 عماني باحث عن عمل من مخرجات دبلوم الهندسة الكهربائية، لشغل وظيفة (كهربائي سفن) في مجال النقل البحري. وكذلك توقيع اتفاقية بناء القدرات للكوادر العمانية بين الصندوق الوطني للتدريب والشركة العمانية للاستثمارات التعليمية والتدريبية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان فرع محافظة شمال الباطنة، وذلك بهدف تدريب وتأهيل 400 عماني باحث عن عمل في مجال القطاع الصناعي لجميع المخرجات على حسب متطلبات القطاع الخاص. كما وقعت كشركة كيمجي رامداس ممثلة في جناح مسؤوليتها الاجتماعية "إشراقة"، اتفاقية مع كلية عمان البحرية الدولية لإنشاء مركز للتعلم الإلكتروني بالكلية، كمكتبة رقمية تقدم خدماتها على مدار الساعة، وسيتم تزويدها بباقة منوعة من الكتب الإلكترونية. ووقعت شركة النهضة للخدمات اتفاقية لدعم رواد الأعمال عبر منصّة التسويق الإلكتروني "Omanities". ووقعت جريدة الرؤية اتفاقية مبادرة الشبكة الإعلامية للمسؤولية الاجتماعية مع الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية. ووقعت جريدة الرؤية أيضًا اتفاقية مع الشركة العمانية الهندية للسماد "أوميفكو"، وهي مبادرة لدعم مكتبة السندباد المتنقلة للأطفال، وهي واحدة من المبادرات التنموية الرائدة لجريدة الرؤية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة