نداءات المفاتيح.. نداء أول

 

مفيد خنسه | كاتب سوري

رئيس تحرير جريدة الثورة الأسبق

 

يا ابنَ عبد الله/ شرقُ نهارِك الموصوفُ نارٌ/ لا هبوبُ الفجرِ يُغني قربَ نافذتك من غربٍ تكللَ بالجنانِ/ ولا طيورُ بيادرِ الأحلامِ طائعةٌ كما يحلو لبهوِ كلامكٍ المحمولِ فوقَ سحائبِ البحرين/ ما كانت على طللٍ تفقّد خطوَ من مرّوا / وما انهلّت مدامعُها من الشوقِ المقيمِ على الذين مضوا عن السفح المقدسِ/ إنما كانت كسالف من توالى من نهايات الأممْ.

وأيَا ابنه/ لم يغنِك الخفقانُ في المجرى/ وإن آويتَ للجريانِ بين جداولِ الذكرى على أنغامِ قهرِ الغيمِ حين يفرّ كنزُ الماءِ من أغصانِه ويطيرُ فوق معابرِ الكلماتِ/ لا يغنيكَ هذا الفجرُ عن ليلٍ نجومُ سمائِه مشدودةٌ للقطبِ/ لا تغني خيوطُ اللون في الخلجانِ عن وحي النغمْ.

يا ابنَ عبد الله/ محنةُ غصنِك الممدودِ من سقفِ الخطيئةِ نحو قاعِ التوبةِ الأولى/ تشيرُ إليكَ/ فادفعْ عن قميصِك ما استطالَ من السؤالِ عن المحرّم/ واستقم ْما استطعْتَ/ هذي/ محنة الأسماءِ/ ما كانت هناك قصائدُ الشعراء تُتلى من حناجر أهلِها/ لا التينُ كان/ ولا تدلّت عن نقاطِ جذوعه  الأوراقُ/ لا خيطٌ تدلّى للخطيئة حيثُ كنتَ/ وإنما وُليتَ فاستكبرتَ/ واستعليتَ/ وانداحَ الكلامُ على موائدِ من سألت/ وفاض عن أسمائِه سرُ اختبارِك فانقسمْ.

وأيا ابنه/ عُلِّمْتَ/ ما لم تعلم ِالأرقامَ/ هل قابلتَ صيفَ مواسمٍ الكلماتِ قبل خريفِها؟/ أم أنها الأنوارُ تعكسُ عن جواهٍرها؟! / وتضربُ ما يضيءُ بها من الأعدادِ!/ ما أدراكَ؟!، أي العدّ يكفي؟/ أيّ عرشٍ كانَ محمولاً/ وأيّ سفينةٍ تطفو بغير حروفِها في البحرِ ما لم تهدِ للشطَ في ظلّ الرقمْ.

يا ابن عبد الله/ وقفتُك القديمةُ لا تزال كما رأيتَ/ وهذه الأمواجُ قائمةٌ على أزمانِها/ ما دامتِ الأيامُ في محرابِ رحلتك الطويلة/ كان غصنُ الوقتِ سراً في السكونِ ولم تكنْ/ فاهتزّ/وانفتحَ الكلامُ/ على الشهورٍ/ فكان كانونان من عرش الزمان/ وما فصولُ لغاته إلا حروفٌ في رحمْ.

وأيا ابن عبدته/ الفقيرَ/ كما وُلدتَ تموتُ/ من يبقى سواك على سرير الذكْر؟!/ من يبقى سوى كلماتِك الفصحى على كفّ اللغاتِ/ ومن يذيبُ جليدَ هذا القلبِ غير حرارةِ الغفران في سفرِ الألمْ؟

 

تعليق عبر الفيس بوك