نظريات وأفلام

 

د. رحاب الكيلاني| جامعة زايد – الإمارات

 

كثيرة هي النظريات التي توقَّعت نهاية العالم، والأكثر منها حالات الهلع التي تصيب الجموع البشرية مع كل تنبؤ جديد. ومع أن الإنسان موقن تماما أن الموت لا مفر منه، وأن الخلود وهم، سعى له البشر جميعا ولم يحزه أحد، إلا أن الفكرة تداعب خيال البشرية.

هوليود وأفلامها لها فعل الساحر في تحريك المشاعر وتأجيجها، وخلق حالات من الفوضى والاضطرابات الحسية في أفئدة من يتابع أفلامها المتخصصة بنظريات نهاية العالم، وتوقعات اليوم الموعود،  وبين كوارث طبيعية محققة ستقضي على الحياة، وبين مخلوقات فضائية غازية ستدمر البشر الضعفاء، وبين حروب "فيروسية" تبيد المخلوقات جميعا، وتحيل الأرض إلى مطمر للجثث، وبين المتحولين من آكلي لحوم البشر، وأرواح شريرة تتقمص الناس فتستأصل حيواتهم، يتفتق خيال الكُتّاب وصُنَّاع السينما عن أفكار جديدة كل يوم ترسخ في أفئدة المشاهدين فكرة الشَّرّ وتأصله في نفوس البشر، تصدمنا بالتصوّر القبيح للعالم وما يمكن أن يؤول إليه، مع أفلام سنوية تحوز نسب مشاهدة عالية وتدّر المليارات على صُنّاعها.

بين ذلك كله أتساءل عن سر اختيار "نظرية اقتراب نهاية العالم" للحديث عنها والترويج لها بأفلام خارقة، وتجنب طرح أفكار مغايرة عن أرض مليئة بالسعادة والسلام والهناء والصفاء. أرض تسودها المحبة والوئام، وبشر يعيشون حياتهم بهناء وسلام، أين هي الأفلام التي تضيء جوانب الخير وتشعل قبس نور في الظلام الحالك؟

ألأن الإنسان يدرك تماما أن أي فكرة عن الخير الدائم هي محض افتراء؟! أم لأنه يؤمن أن الشر قادم لا محالة، وتُغريه فكرة التلصص على المستقبل واكتشاف القبح القابع بين زواياه؟!

سؤال يحيرني ربما أجد له جوابا في فيلم جديد.

تعليق عبر الفيس بوك