سلطنة عمان: درة تاريخ وغصن حضارة

 

د. يحي عبد الله |  أكاديمي من موريتانيا

 

يطيب للباحثين في غالب سطور كلماتهم أن يتخيلوا معالم طريق التدوين وسبل البحث العلمية وما ذلك عن موضوعنا بقريب.

حين نسمع عن تاريخ سلطنة عمان لا تعروك كلمات  من قبيل: حضارة عمان وتاريخ عمان ودولة عمان وغيرها من تسميات تاريخية سياسة لها رمزية المكان وقراءة الزمان في تاريخ العلوم يقولون لكثرة المسميات شأن ولتنوعها قيمة للمسمى وهو ما يتجلى للقارئ والراصد لما حوته سلطنة عمان من تاريخ وحضارة عريقة تزود كاتب  التاريخ وباحث الكلمة بعطاء ذر من الحضارة المزدهرة في عصورها المتتالية بين سهول وجبال المنطقة ليدله الأثر على المسير فهنالك جبال وسهول وصخور تخاطب زائريها مستقبلة لهم بمدد من تاريخ العروبة والإسلام التي مر جيل منها عبر تلك البقاع الزاهرة اليوم في رونق حضارة العصر.

فلم تكن تلك المعالم بلا ساكنة رسوها وبنوا فيها قوامهم بل توالت عليها عصور وأمم وحضارات عمانية شهد برسوخ قدمها البعيد قبل القريب.

فكانت الدولة النبهانية في علو شأنها التي حكمت من الزمن أكثر من أربع مأية سنة فكانت ذات سيادة على أرضها مظللة بردائها جوانب من المنطقة العربية والإسلامية كثيرة تمتد إلى بعض مناطق المغرب لتحوز بذلك في عصر التوسع قوة الكلمة ونفاذ السلطان المنتشر في عصر التمدد الأممي وكذلك الحال مع سلالة اليعاربة الذين كان لهم في الحكم ما كان ثم استمر سلطانهم لفترة لتضيف بذلك دولتهم رصيدا حضاريا ومنجزا تاريخيا يستحق الدراسة والمراجعة ليكون رافداً من روافد المعرفة التاريخية ومكونا من مكونات المجتمع التاريخية التي لا يمكن إغفالها واستلهامها في بناء المجتمع.

وما زالت الأسرة البوسعيدية تلك الراية الشامخة في الميدان  تضيء طريقها وترفع غايتها مسهمة بشكل جلي لا يخفى الناظر دركه في مجالات البناء الحضاري والتنمية المستدامة وما يتطلبه المجتمع.

في هذه العجالة نضع لبنتنا الأولى لنكشف النقاب عن جوانب كثيرة حفظتها الذاكرة في زيارة كانت مليئة بالحيوية والنشاط والتنوع الثقافي العماني وما تكنزه السلطنة وأهلها من تاريخ وحضارة وما تحمله شخصياتها التاريخية والحالية من قيم ومعاني لا يمكن لزائر إلا أن يبوح بما يلا قيه منها وما يفاجئه من تنوع يعكس أصالة المجتمع ومعاصرته لروح الحداثة بمرجعيته التاريخية واعتزازه بها.

تعليق عبر الفيس بوك