فناجِينُ الأحزان

 

بديع الزمان السلطان| اليمن

 

كاليَاءِ أكتُبُني كالميمِ والنُّوْنِ !!

كنكهةِ البُّنِّ تجري في شراييني

//

كسُمْرَةِ الكادِحينَ السُّمْرِ في وطني

كلَثْغَةِ الطِّفْلِ بينَ التُّوْتِ والتِّيْنِ

//

كلَهْفَةِ الجائعينَ الوَاقفينَ على

مخابزِ الوَهْمِ مِنْ حِينٍ إلى حِيْنِ

//

كالليلِ يجمعُ أشواقي ويفرِدُها

ويطفِئُ النّجمةَ الأولى ويُغرِيني

//

كأَنّني اليَمَنُ الدّامي وضِحكَتُهُ

تصطَفُّ في كبدي كُلُّ السَّكاكِينِ

//

أنا أصالةُ هذا البُنِّ طِينتُهُ

وعطرُهُ المُنتشي بينَ البساتينِ

//

الله .. كم تعشقُ الأقطارُ نكهتَهُ

وتشتهي ريحهُ كلّ الطّواحينِ

//

"صنعاءُ "يا أُمَّ أحزاني وربّتَها

إنّي أحبّكِ حُبّاً غيرَ ممنونِ

//

لي قهوةٌ وكؤوسٌ حين أشربُها

تفوحُ في رئتي مثل الرّياحينِ

//

ولي فناجينُ أحزاني أقاسِمُها

قصائدي وأغنّي مثل مجنونِ

//

حُزني الدّمشقيُّ لم تذبلْ مشاتلُهُ

ولم يزلْ أخضراً جُرحي الفلسطينيْ

//

مُغَرَّبٌ غُربَةَ الشّامِ / العِراقِ فذي

منافذي أُغلِقَتْ يا صاحبي دُوْنِي

//

" تأشيرتي " لم تُؤَمِّنْ لي الوصولَ فهل

تأشيرةٌ غيرها يا ربِّ تُدنيني ؟!

//

للآنِ منتظرٌ قبلَ الحدودِ معي

رسائلي ومعي فيها عناويني

//

ما بينَ " نِيْلِ "مَواويلي و " دَجْلَتِها"

غرسْتُ شتلةَ " ليمونٍ وزيتونِ "

//

كم تؤلمُ الشّاعرَ الإنسانَ في بلدي

هذي المعاركُ بينَ الماءِ والطّينِ

//

وكم يُجَرِّحُ قلبي حينَ يلمحُني

مُضَرَّجًا وَجْهُ " بغدادٍ وعفرينِ "

//

غدًا ستُغلِقُ هذي الحَربُ ساحتَها

وأمرُ ربّكِ بينَ الكافِ والنُّونِ !!

 

 

تعليق عبر الفيس بوك