نداءات المفاتيح

 

 مفيد خنسه | كاتب صحفي سوري

رئيس تحرير جريدة الثورة السورية السابق

 

مفتاح أول:

وأنا ابنُ عبد الله / أيقظني على سفحٍ هبوبُ الفجر من أحضان نافذتين عُلّقتا على شرق النهارِ ومغرب البحرين ؛ فانهمرت على الخدين أمطارٌ مكللة بريحان الصباح ؛ وأقبلتْ نحوي طيورٌ تقتفي آثارَ من مروا على طللٍ بأوديةِ القرى / هل تخطئُ الأطيارُ صوتَ فراخها فوق القمم ْ ؟!

وأنا ابنه / آوي إلى الجريان في ظلّ الغصون على نشيد الماء ، بين معابر الأنهار ، أتبعُ نقشَ من غنّوا على إيقاع نعشِ الغيم فوق الريح حاملةً صدى صوتي المرخّم  بالندمْ /

وأنا ابنُ عبد الله / علّقني على غصنِ الخطيئة خيط ُرمانٍ تدلّى / وانحنى قربي ربيعُ سنابل الكلمات في أبهى الأراجيح  التي حملتْ مشاعلَ غربتي / ما كنت أعرف أن نجماً سوف يهوي إن قطفتُ عن التلال قصيدةً ترعى على الأنغام قطعانَ الغنمْ /

وأنا ابنهُ / عُلّمتُ / أن العرش محمولٌ / ثمانيةٌ تسير على اثنتين / وأربعٌ في أربعٍ / أو أربعٌ بثلاثةٍ / والبابُ مفتوحٌ أمامي / كيفما يشتاقني / أشتاقه / وأهشّ ما شاءت فصاحةُ هذه الأشجار / والحركاتُ طائعةٌ / فرادى / أم جماعاتٍ / وأوراقي أزخرفُ ما أشاءُ من البياض على سواحلها / وأكتبُ ما أشاءُ على الضفائر بالقلمْ /

وأنا ابن عبد الله / أوقفني على أعتاب تشرينين بين فصولها / حتى أزيحَ عن العقارب خفقةَ الأيام فوق شهورها / وأعلّبَ الباقي على خشب الرفوف / فمن يهزّ جذوعَها غيري / ومن سيمدّ قبل الليل قاعدة الهرمْ

وأنا ابن عبدته / الفقيرة للرغيف / على جليد دموعها / وُلدتْ / فكنتُ على عصا أصواتها أحبو / وليس سوى الشتاءِ يلفّني بدخان عيد النصف من أمرِ الموكّلِ بالزمان على حقول القهرِ / ما ولّيت وجهي شطرَ ما يرضيه من عمر الوصية فانهدمْ/ 

 

تعليق عبر الفيس بوك