الرهان على وعي الناخبين

 

سالم بن لبخيت محاد كشوب

sbkashooop@gmail.com

أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة التي يتنافس فيها 637 مرشحا ومرشحة على 86 مقعدًا، بينما بلغ عدد الناخبين المسجلين 713335 ناخبا وناخبة حسب إحصائيات الجهات المختصة وبالتالي حرص هؤلاء المترشحين على إعداد وتجهيز حملاتهم الانتخابية وفي الحقيقة تابعت العديد من حملات المترشحين ومتفاجئ من الكثير من الوعود الموجودة في تلك الحملات مع يقيني التام بأنَّ الناخب أصبح لديه الوعي الكافي بدور وصلاحيات عضو مجلس الشورى والدور المناط به.

وبالتالي نتمنى أن يكون هناك وعي حقيقي لدى الناخبين عن هؤلاء المترشحين وما يحملونه من برامج وأهداف وهل لديهم العصي السحرية وفق الصلاحيات الممنوحة لهم لحل الكثير من القضايا التي تهم المجتمع أم يقتصر دورهم في بعض الجوانب التي تساعد الحكومة في تنفيذ خططها وبرامجها التنموية في مختلف المجالات، لهذا كنَّا نأمل من بعض المترشحين أن يكونوا على وعي وإدراك حقيقي بأن هذا المنصب هو تكليف وأمانة في المقام الأول وليس أداة أو مكانة اجتماعية فقط، حيث إنه مسؤول ومؤتمن على من رشحه ولابد أن يكون على قدر هذه المسؤولية ولا يتخلى عنها بوصوله إلى قبة مجلس الشورى.

هناك العديد من الأصوات التي ترى أن دور عضو مجلس الشورى ليس بالمستوى المطلوب والمأمول به من قبل الناخبين وهنا أرجع لب وأساس المشكلة إلى بعض الاعضاء الذين لم يكونوا على قدر تطلعات الناخبين لسببين أساسيين، الأول عدم اختيار المترشح الأمثل للمجلس لاعتبارات معينة والسبب الآخر عدم تفعيل هؤلاء الأعضاء للأدوات المتاحة لهم والتي تمَّ توفيرها وفق البنود واللوائح التي تنظم عمل المجلس حيث إن دور أعضاء مجلس الشورى تكاملي وبروح الفريق الواحد وليس فقط كل عضو مسؤول عن الولاية التي يمثلها، إضافة إلى أنَّ الصلاحيات الممنوحة لهؤلاء الأعضاء على قدر معين ولايُمكن تجاوزها وبالتالي لابد أن تكون الأهداف وخطط العمل أثناء الحملات الانتخابية والجلوس مع الناخبين في إطار تلك الصلاحيات الممنوحة والأدوات المتوفرة لهم.

بالمقابل ونحن على أعتاب هذا العرس الديمقراطي للسلطنة من المفترض أن يشارك به كافة المواطنين والمواطنات من مختلف الفئات، وبالتالي نتمنى في الدورة القادمة سن بند المناظرات بين المترشحين أمام كافة الناخبين كحق من حقوق الناخب بحيث تكون هذه المناظرات بحضور كافة المترشحين في ولاية معينة ويتم فتح المجال لعرض البرامج الانتخابية لكل مترشح وفتح المجال لطرح الأسئلة والاستفسارات وبالتالي بإمكان أي ناخب حضور هذه المناظرات وتكوين صورة شاملة عن هؤلاء المترشحين واختيار من يراه مناسباً لتمثيله في المجلس وليس فقط الاكتفاء بقيام كل مترشح بعرض حملته الانتخابية وبرنامجه على فئة معينة دون وجود كافة المترشحين في مكان واحد وحضور كافة أفراد المجتمع. وعلى سبيل المثال إن جاز لنا يتم الموافقة على عمل 6 إلى 10 اجتماعات ولقاءات لكل مترشح، إضافة إلى مناظرة أو مناظرتين لكافة المترشحين في مكان واحد ويُديرها متخصصون في المجال التشريعي والإعلامي.

ختامًا ونحن على أعتاب نهاية 2019 نشيد بالجهات المسؤولة عن إجراء هذه الانتخابات لاستخدام التقنيات الحديثة أثناء عملية التصويت، وكون أن التصويت في هذه الفترة التاسعة لأعضاء مجلس الشورى سيكون إلكترونيا نتمنى أن تظهر النتائج بشكل آلي ومباشر عبر الشاشات الموجودة في المراكز الانتخابية أو تطبيق معين خاص بالانتخابات وعدم الانتظار إلى ما بعد غلق المراكز الانتخابية كون أن التصويت إلكتروني وبإمكان العاملين في مختلف المراكز الانتخابية معالجة أي معوقات أو صعوبات تواجه أي ناخب أو ناخبة قبل الإدلاء بصوته مع يقيننا التام بحرص كافة العاملين في المراكز الانتخابية على توفير المناخ الملائم للناخب في هذا اليوم الوطني.

*************

من أقوال حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في الانعقاد السنوي لمجلس عمان 2012: "إن تجربة الشورى في عمان كما أكدنا دائماً تجربة ناجحة والحمد لله جاءت متسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور".