شجرة وحيدة

 

عبد الرزاق الصغير | المغرب

 

بعيدة

 بعيدة جدا دفات نوافذنا عن حيز الضوء

 عتباتنا عن أشعة الشمس

 تبول الكلاب

 على حيطان وأسوار أحلامنا...

في جيوب أفكارنا

 يتناسل الدود في خططنا المحبكة

 خراء

 مؤشر ساعاتنا

 لون غرفنا

 ستائر مسرحنا

 منصات شعرائنا

 أحداقنا

 بعيدة

 بعيدة جدا

 الأصص الفارغة

 على الأفاريز

 عن حيز الضوء

***

 

تنفتح السماء وتنغلق

كأن يد أحدهم على قابس الكهرباء

 يفتح

 ويغلق

 يفتح...

ويغلق

 أحيانا

 القصيدة أيضا تقف في البلعوم

 وقد تودي بحياتك

 أقرأ أسماء الزهر

 وعناوين الكتب

***

 

الجو حار جدا

رطوبة عالية

 الجدران

 الأرصفة

 الأشجار...

شقوق الأرصفة

 تلاصم الروح

 صفحات الدواوين التي أحبها مبولة

 نوار القصائد

 ومتاهاتها

 حدقاتك العسلية

 وضوء الياسمين

***

 

ترى كيف ينظر الناس لصخرتي المنحدر

 المعشوشب على مدار العام

 كنا في طفولة ما ربما لا تخصنا

 نعس ونحرس أن نرافق عجائز البدو بشيلانهن المزركشة

 وهن يشعلن الشموع والبخور...

ربما لا تفهم الصخرة غير تلك اللهجة المختلفة

 وبما تشعر شجرة البلوط الوحيدة المعمرة

 هناك

 تجزي جميع من يرافقني

 إلا أنا

 طوال 45 سنة لم أحظَ

 أو أظفر

 بحبة

 كمأ

تعليق عبر الفيس بوك