ادعــاء

 

فاطمة التليلي | تونس

 

لم تمت جارتي السمراء

كان صوتها يصدح في أزقة قلبي

لاهثا تارة

وأطوار كثيرة يرقص

يتمايل، حتى يطربني خجلا

يتلعثم وهو يوشوش لي: "أحبك".

في فراشي.. أتحسسها دائما

يغطي شعرها الأسود شهواتي

وتثملني أنفاسها المتصاعدة لهفة.

 

تتسلل إلى ذاكرتي عند الفجر

وتفتح نافذة قلبي

لتأتي الشمس في موعدها

ثم ترحل.

تخبرني ليلا وأنا ثمل

أنها تشبه أوجاعي

تكتب ترنيمة مريم على وسادتنا

تحدث فوضى في أرجاء ذاكرتي

ثم تبكي كقطة يائسة..

لم تمت جارتي السمراء

رغم الجنازة المهيبة

وادعاء إخوتها البكاء

رغم عويل أمها الذي يشق التاريخ

والمتسلل من رحم القبور المتناثرة

مازالت تزورني كل مساء

وتغني بشجن شهي

ثم تقبلني بعد كل دمعة.

تعليق عبر الفيس بوك