طريقي إليــكِ

 

د. موسى رحوم عباس| الرياض        

 

هذه الطَّريق التي تَنْتَحِبُ عند أقدام السَّالكين

طريقي إليكِ

أو طريقي إلى السَّماء

وتلك الأشجارُ المشتعلةُ بالحنين على جانبيها، أنا من غرسها؛ ليصَّاعدَ

حزني عليها

ويبني لخيبتي أعشاشًا على أغصانها

كنت أروي جذورها بالقصائد والكلمات الميتة

والأدعية المرصودة والتمتات  

إنَّه طريقي إليكِ، أو طريقي إلى السَّماء

أعرف حجارة الرَّصيف التي تنزُّ دما

وكنت أرى الجُثَثَ على جانبيه، تركض؛ لتختبئ

قبل أن يَدْهمَها وابلٌ من رصاص!

وأعرف أن طريقي تنتهي إلى لاشيء

سوى بعضٍ من شواهِدَ لقبورِ بحَّارةٍ عبروا من هنا

أو قراصنة خانتهم الأشرعة

ربما سمعت أغنية قديمة تُمَجِّدُ الحبَّ، لكنَّها طريقي

تمتدُّ خلف غياهب المعنى

وأنا الأعزلُ الذي يسير بقدم واحدة خلف كلِّ تلك

التلال .

ثمَّة قادة مهزومون، شعراء، مرتزقة، عصافير بعيون مفقوءة

ذئاب، طواويس، ولا أثر لنوح أو الفُلْك

كلنا كنا نسير

وأنا أعرف الطريق، والأشجار، والحجارة

ولست أملك سوى حَنْجَرة!

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك