ليلى والذئاب

 

د. ريم سليمان الخش| باريس

 

وإذا البليدُ على الورى يتربّعُ

ألفيت كلّ بليّةٍ تتجمعُ

//

خَرِقٌ فلا متبصّرٌ متورعٌ

أو بسطةٌ من فيئها نتنفّعُ

//

باع المروءة ظنّه أن يُشترى

ملكٌ له فإذا الشراء مروّعُ !!

//

سيظلُ يركض للسراب تعطّشا

حتى يحين زواله المتفجّع

//

إنْ لم تصنْك فضيلةٌ تسعى لها

فعماد صرحك واهنٌ متضعضعُ

//

وإذا النمور تباعدت عن رتلها

صار احتمال مواتها يُتوقعُ

//

ألفيت أشداق الضباع تبللت

بلعابها خلف الطريدة تسرع

//

حتى إذا زلّت لوهنٍ رجلها

وثبت عليها في النيوب تُقطّعُ

//

والحكم دون حصانة أهليّةٍ

مثل الطريدة جسمه متقطّعُ

//

وجعي على الحسناء يُهتك عرضها

وتظلّ إثرَ تناوبٍ تتوجعُ

//

وتصيحُ هل من فارسٍ متلهفٍ

لحميّتي أم أنّ موتيَ أسرعُ ؟!!!

//

لاأذنَ تسمعُ للضعيف شكاية

صوت القوي مجلجلا ما يُسمعُ

//

والله ينصرُ من أتاه منزّها

لا عصبةً من كلّ كسبٍ تطمع

//

أوباخعٌ نفسا على آثاره ؟!!

والنصر ملكٌ للذين ترفّعوا

//

فبأي أعمدة المكارم تحتمي ؟!!

وبأيّ شرفة ماجد لك موضعُ؟!!

//

قد بتَ من جيب المصائب مترفا

والأهل في خيمِ المذلة جُمّعوا

//

بيعت مصانعنا وأتلف عزّنا

ومن الكنوز جوارنا يتبضّعُ

//

عرُبٌ وتحسب في الجوار معزّةٌ

والعزّ في غير انتمائك يخدعُ

//

أمظلةُ العجم اللئام وقايةٌ

لك زاعما أنّ الأخوة مرجعُ ؟!!!

//

عميت بصيرة من يراهم مرجعا

للجود كلّ في البلاء منفّعُ

//

والله ينصرُ من يراه مخلّصا

لا قاطعا حبلا به نتجمّعُ

//

دأب الذي اتخذ الذئاب لرعيه

وبلحم أرتال القطيع تُمتّعُ

//

لم يأتِ من كِسَف التأمرك هاطلٌ

إلا حميما حارقا إذْ يوقعُ

//

والحقُ ليلى للذئاب رهينة

والكل من أخطائه متفجّعُ

تعليق عبر الفيس بوك