بمشاركة أكثر من 35 مؤسسة كورية في مختلف القطاعات

تعظيم الفرص التجارية والاستثمارية على رأس أولويات "المنتدى العماني الكوري"

...
...
...
...
...
...
...

 

< اليوسف: 374 مليون ريال حجم الاستثمارات الكورية المسجلة في السلطنة

< رئيس "الغرفة الكورية": ننفذ مشاريع استراتيجية بالبنية الأساسية والطاقة في السلطنة

 

الرؤية - فايزة الكلبانية

تصوير/ راشد الكندي

انطلقتْ، أمس، فعاليات منتدى الأعمال العماني الكوري، الذي تُنظِّمه غرفة تجارة وصناعة عمان ونظيرتها الكورية، وكان في استقبال الوفد الزائر سعادة قيس بن محمد اليوسف رئيس مجلس إدارة الغرفة، وترأس الوفد الكوري جوندونج كيم نائب الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الكورية، بحُضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين ورجال الأعمال من البلدين الصديقين.

وشارك بالمنتدى أكثر من 35 شركة كورية، تعمل في مجالات متنوعة. ويهدفُ المنتدى إلى تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين، وتنمية وتطوير قطاع الأعمال، وتعريف أصحاب وصاحبات الأعمال بالفرص الاستثمار والتبادل التجاري في الجانبين، وبحث إمكانية إقامة شراكات إستراتيجية لزيادة الاستثمار والنشاطات التجارية بين البلدين.

وأشار سعادة قيس بن محمد اليوسف إلى أن زيارة الوفد المشارك تؤكد الرغبة المشتركة للسلطنة وكوريا في تعزيز مستوى التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية منها على وجه الخصوص، فقد حققت السلطنة خلال النهضة الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- العديدَ من الإنجازات على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وقد أظهرت بيانات أولية ارتفاع إجمالي الناتج المحلي للسلطنة إلى نحو 30.5 مليار ريال بنهاية العام 2018، وهو ما يعدُّ أعلى مستوى منذ تراجع أسعار النفط في العام 2014، وبذلك يكون الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة حقق صعودا بنسبة 12% مقارنة مع العام 2017، بحسب إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

وأوضح اليوسف أنَّ السلطنة قد انتهجت سياسة الانفتاح الاقتصادي وفقاً لقاعدة المنافسة الحرة بتشجيع القطاع الخاص وتقديم التسهيلات من أجل لعب دور أساسي؛ حيث قدمت العديد من الخدمات الداعمة للاستثمار كالبنية الأساسية ذات المستوى العالمي، وتبسيط الإجراءات لإقامة الأعمال؛ مما جعل السلطنة وجهة جذابة للاستثمار وتقديم العديد من الحوافز الجاذبة للاستثمار المحلي والعالمي.

وحول التعاون والشراكة وبناء العلاقات بين قطاعات الأعمال في السلطنة وكوريا، قال اليوسف: إنَّ الإحصائيات تشير إلى أن إجمالي الواردات من كوريا إلى السلطنة بلغ نحو 225 مليون ريال عماني خلال العام 2017، فيما بلغت الصادرات العمانية -خلال نفس العام- حوالي 783 مليون ريال عماني، فيما بلغ حجم الاستثمارات الكورية المسجلة في السلطنة حتى العام 2016 أكثر من 374 مليون ريال عماني، وبلغت المساهمة الكورية أكثر من 17 مليون ريال عماني حتى العام 2016 بنسبة ما يقارب 5%، وبمساهمة 55 شركة استثمارية.

وأضاف اليوسف: إنَّ وجودنا معا في هذا المنتدى يجسِّد الرغبة المشتركة لتأسيس وتطوير أعمال ومشروعات تجارية واستثمارية وتبادل الخبرات في المجالات والقطاعات ذات الاهتمام في كلا البلدين الصديقين. ونُدرك في القطاع الخاص العماني بالقدرات والخبرات والتقنيات المتقدمة المتوفرة للاقتصاد في كوريا، لا سيما في قطاعات الصناعة والصناعات التعدينية وكذلك القطاع الزراعي ومجال الأمن الغذائي، وجميعها مجالات وقطاعات تحظى بأولوية في الخطط التنموية في السلطنة، كما نُدرك تماما أنَّ التعاون مع القطاع الخاص في كوريا في تلك المجالات وغيرها يحظى بفرص كبيرة للنجاح، وستكون له نتائجه الإيجابية على اقتصاداتنا الوطنية.

وأشار جوندونج كيم نائب الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الكورية، في كلمته، إلى أنَّ الجمهورية الكورية تعدُّ الشريك التجاري الثالث للسلطنة؛ حيث تُشارك كوريا في تأسيس مشاريع إستراتيجية حيوية في البنية الأساسية والطاقة بالسلطنة، مشيرا إلى أنَّ تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين على كافة المستويات واستثمار الفرص المشتركة يعود بالفائدة المرجوة والنمو الاقتصادي المحلي والعالمي، كما قدم الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الكورية دعوة إلى أصحاب وصاحبات الأعمال العمانيين لزيارة العاصمة الكورية سيول لإقامة المنتدى التجاري العماني الكوري، وعقد لقاءات ثنائية تجارية.

وأوضَح سعادة تشانجيو كيم سفير الجمهورية الكورية في السلطنة -في كلمته- أنَّ البلدين تربطهما علاقة إستراتيجية تُسهم في تعزيز العلاقات التجارية، وحققت خلال الفترة الماضية العديد من المشاريع التي تكللت بالنجاح، وأسهمت في تطوير العلاقة واستمرار العلاقات الودية بين البلدين الصديقين هو أداة نجاح العلاقات التجارية.

ومن جهته، أشار جلال عبدالكريم اللواتي مدير التسويق والترويج للاستثمار بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، إلى أن منطقة الدقم تضم العديد من المشاريع الاقتصادية المهمة التي تسهم في تنمية مصادر الدخل وتنمية اقتصاد مستدام، وتوفير فرص عمل للشباب العماني، لافتا إلى أن العلاقات العمانية الكورية علاقة وطيدة منذ سنوات عديدة، ولا يخفى على الجميع المساهمات الكورية في بدايات المشاريع الاقتصادية بمنطقة الدقم والمستمرة إلى اليوم كمشروع الحوض الجاف ومصفاة الدقم. وحثَّ اللواتي الشركات الكورية المشاركة بالمنتدى للاطلاع على مشروعات المنطقة والسعي لتحقيق شراكات مساهمة في تنمية منطقة الدقم مستقبلا.

وأشار تشانجوانج أوم المدير العام بوزارة التجارة والصناعة والطاقة بجمهورية كوريا، إلى وجود آثار للبان العماني في المعابد البوذية؛ مما يعكس قدم التبادل التجاري بين البلدين، ويمكن تعزيز التعاون التجاري من خلال تأسيس المدن الذكية والمزارع الذكية، موضحا أن لكوريا مشاريع مشابهة في البلدان المجاورة، ويمكن لكوريا أن تكون شريكا إستراتيجيا في تقنية المعلومات من خلال البنية الأساسية المتطورة في مجال التكنولوجيا، كما يمكن التعاون في القطاع الصحي والتعليم والموارد البشرية.

وتناول المنتدى عددا من أوراق العمل حول الفرص التجارية والاستثمارية، وجاءت الورقة الأولى بعنوان "سياسة وخطة مدينة موريا الذكية"، قدمها هانجو لين من وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل، مشيرا فيها إلى أنَّ كوريا من الدول التي اهتمت بتطبيق نظام المدن الذكية، حيث تم تدوير عدد من المجمعات الصناعية الكبيرة إلى جانب تدوير عدد من المدن الجديدة، كما أن عددا من البيوت الكورية تعمل وفق نظام المدن الذكية المتقدمة، ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام بهذا المجال كأبرز الأولويات في سياسات مدينة موريا.

وقدَّم فيصل الهنائي رئيس قسم ترويج الاستثمار بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء"، ورقة عمل حول المقومات التي تمتلكها السلطنة وتؤهلها لتتبوأ موقعا مرموقا بين الاقتصاديات المتقدمة في المنطقة والعالم بأسره، والإشارة إلى دور الحكومة والقطاع الخاص في توفير التسهيلات والحوافز لتشجيع الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، مشيرا إلى أهم الفرص الاستثمارية في مجال السياحة، والقطاع السمكي، والنقل والخدمات اللوجستية، إضافة لقطاع التعدين، والصناعات التحويلية.

وتطرق سانجيان سي أو من معهد بوسكو للأبحاث، إلى وسائل تنويع التعاون الاقتصادي بين السلطنة وكوريا؛ باعتبار السلطنة من أبرز الدول التي تسعى للتنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وتحظى بموقع إستراتيجي جاذب للاستثمارات الأجنبية، كما استعرض بعض البيانات الموضحة لحجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين.

واستعرضَ جلال عبدالكريم اللواتي مدير التسويق والترويج للاستثمار بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ورقة عمل بعنوان "بوابة عمان للعالم"، واستعرض اللواتي مميزات منطقة الدقم التي تبلغ مساحتها 2000 كم، وهي أكبر منطقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتهدف إلى جذب الأسواق العالمية. كما استعرض أهم المشاريع بالمنطقة؛ ومنها: ميناء الدقم ومطار الدقم، ومصفاة الدقم، التي تم إنجاز ما يقارب الـ40% منها. وأبرز التسهيلات التي تقدمها المنطقة للمستثمرين الأجانب، مشيرا إلى أن المنطقة تعمل حاليا على إنشاء ميناء الصيد السمكي الذي يعد أكبر موانئ الصيد في السلطنة.

واستعرضَ سانجوو كيم مشاريع التعاون الكبرى بين السلطنة وكوريا؛ حيث تعد كوريا شريكا مستداما في السلطنة كمورد للمرافق المتعلقة بالمنشآت، وقد تم تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية كالحوض الجاف في الدقم ومصفاة الدقم وغيرها، مشيرا إلى أن كوريا قد أنجزت 451 مشروعا اقتصاديا منذ العام 1993م.

وقد اختتمت أعمال المنتدى بعقد لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال العمانيين ونظرائهم الكوريين.

تعليق عبر الفيس بوك