صحافُ الجّوعِ...!

 

د. وليد جاسم الزبيدي| العراق.

(إلى ثورة الجياع..)

***

هلْ جادَكَ الغيثُ أوْ مرّتْ بكَ الإبِلُ..

مازلتَ صَبّاً ويبكي قُربَكَ الطّلَلُ..

//

منْ ذا يودّعُ ركْباً من قبيلتِنا

يحدوهمُ الليلُ والأشعارُ والعِلَلُ..

//

يا نائحَ الطّلحِ والنوّاحُ في هرَجٍ

مُذْ عهدِ نوحٍ لنا في نَوْحِنا مثَلُ..

//

حيّيتُ سفحكِ والشّطآنُ مجدبةٌ

والحقلُ جُرّفَ والأشجارُ والنّخَلُ..

//

لمّا أردتُ أريحُ النّفسَ منْ عَثَرٍ

حتى تطاولَ جُنحٌ طائرٌ خضِلُ..

//

أمضيتُ عمراً وفي التّرحالِ أسئلةٌ

عزَّ الجوابُ وقدْ ضاقتْ بنا السُّبُلُ..

//

يا مبضعَ الغدرِ، يا أوجاعَ مُحتضِرٍ

كمْ كادني الدّهرُ والأصحابُ والأهَلُ..

//

أضحى التّنائي بديلاً عن تقاربِنا

وراهبُ الدّيرِ(بّطّالٌ) ولا شُغُلُ..

//

ماذا تقولُ لأفراخٍ تُسائِلُنا

عيْشاً كريماً، فقدْ (داحوا) وقدْ رحلوا..

//

كلُّ الدّنانيرِ في الحاناتِ تسكبُها

فوقَ الرؤوسِ، وبينَ الصّدرِ تشتعلُ..

//

للزّرعِ تحرقُ حتى لا يكونَ لنا

أمْنٌ وخبزٌ وتفنى السّوقُ والعملُ..

//

للغيرِ تفتحُ أبواباً مشرّعةً

كي تحجبَ الشّمسَ عنّا حين ترتحلُ..

//

قُلْ لي – بربّكَ - لمْ تشبعْ فقدْ سئمتْ

عشرون حولاً مضتْ لم ينطقِ الجَبَلُ..

//

ماذا تريدُ وقدْ شاختْ مطالبُنا

فآحذَرْ فإنّ صحافَ الجوعِ تقتتِلُ..

//

ماذا تبقّى وقدْ صَفّرتَ ما بقيتْ

فيها الخزائنُ لا مالٌ ولا وَشَلُ..

//

قومٌ إذا الشّرُّ أبدى ناجذيهِ لكم

لا يُمسِكُ الحُرَّ قمعٌ لا ولا الحِيَلُ..

 

تعليق عبر الفيس بوك