حمد بن سالم العلوي
إنَّ زُمرة المُبدعين العُمانيين المخلصِين للوطن وجلالة السلطان، قد أصبحوا اليوم يُمثلون الغالبية في المجتمع، وهم يُؤثرون إيجابيًّا في تقدُّم الوطن بفكرهم النيِّر، وبهممهم الوثَّابة المبادرة؛ فهم يُمثلون الحصن الحصين لعُمان، وقد ظلَّت عُمان -وبحمد الله- بحكمة قائدها الفذ الحكيم -حفظه الله- والغالبية العظمى من عقلاء الوطن، أصبحوا يحملون شُعلة التطوُّر والرُّقي المستمر؛ فقد كانوا الدرعَ الواقي الذي انشغل بصيانة وتعلية حصون عُمان عن رياح السُّموم العواتي؛ فعملت عُمان لنفسها بنفسها كنانة أبقتها في برِّ الأمان؛ فاستمرتْ جُهود المخلصين تقود جيوش التنمية والتطوير، وكان غيرنا يقُود جيوش الحرب والتدمير، فكلما تمَّ تمكين المبدعين والمخلصين في مفاصل الوطن، كان الوطن في أمن وأمان، وسكينة واستقرار وتطور ورقي دائم.
فهذه وزارة النقل والاتصالات على سبيل المثال، وقد عوَّدتنا على مُبادراتها الإبداعية القيِّمة، فقد أتت اليوم لتخرج علينا بمشروع قومي جديد من مشاريع الدرجة الأولى؛ حيث أعلنت يوم الإثنين -السابع من أكتوبر 2019م- المنصة الإلكترونية لخدمة قطاع النقل "نقل"، وسوف يبدأ تطبيق المنظومة الجديدة عن قريب، وذلك بشكل مُتدرِّج اعتباراً من مطلع شهر ديسمبر المقبل، والتي ستنشر تفاصيلها وإجراءات تشغيلها عبر وسائل الإعلام المحلية، وستقُوم هذه المنظومة الوطنية بإنشاء قاعدة بيانات مركزية متخصصة، ذلك ما أعلنه معالي الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات، وبحضور سعادة المهندس سالم بن محمد النعيمي وكيل وزارة النقل والاتصالات لشؤون النقل، وعدد كبير من مسؤولي الوزارة المعنيين.
لقد ظللنا نستبشرُ خيراً لهذا الوطن؛ وذلك كلما تلقينا دعوة كريمة من هذه الوزارة لحضور لقاء مع مسؤوليها، الذين يؤدون واجباتهم بجدية وشجاعة، ليس فيها كفكفة دموع على قلة الإمكانيات، كما يفعل العاجزون المتبلدون المنكفون عن الحركة؛ وذلك بسبب عُقم الإبداع وقلة الحيلة، إذن فإن الإعلان عن استحداث منظومة وطنية تُعنى مستقبلاً بضبط وتشغيل وسائل النقل البري والبحري، من خلال ثوب قشيب بهيج ومريح، هو مبادرة متميزة وجديدة، وستُعرف من الآن وصاعداً بالمنصة الإلكترونية لخدمة قطاع النقل "نقل"؛ مهمتها تنظيم قطاع مهم وكبير، سيشمل النقل البري والبحري والنقل العابر للحدود؛ وذلك تحت مرجعية رئيسية واحدة، ألا وهي وزارة النقل والاتصالات، وتحت كنف مظلة "نقل" وبشعار موحد "شبكة مواصلات" وسيشمل الحافلات بأنواعها، والمركبات الخفيفة "الأجرة" بأنواعها، وشاحنات نقل البضائع من القطاع الخاص والأفراد، وكذلك العبارات البحرية القطاع الخاص والأفراد.
إنَّ من خصائص هذه المنظومة "المنصة الإلكترونية - نقل" سوف تقدم خدمة وحماية للجادين في العمل، وستقصم ظهر التجارة المستترة، والتي استفحلت مؤخراً، نظراً لوجود بعض السلبيين، الذين يكتفون "بنقش الضروس" من الدَّخل، أما الباقي فهو للوافد، الذي يأكل الخروف كاملا "والمسهل" معه، ثم يأتون يولولون بالقول، لم نجد عملاً لأبنائنا، ولم يسألوا أنفسهم كيف كانوا سببًا في تمكين الغرباء من البلد؛ وذلك تحت حمايتهم الشخصية، عندما يضفون عليهم حقوقهم المدنية المكتسبة، وهم الرَّاضون باليسير من العائد، وليس لديَّ شك أنَّ الوزارة ستلقى امتعاضاً واحتجاجاً كبيريْن من أصحاب التجارة المستترة، ولن تسلم من شرور حيتان التجارة المستترة، لكن يجب أن نقف مع الحق دوماً، وألاّ نُسايِر الباطل أبداً، لأن الله لا يحب كل خوان كفور، والكفور هنا بمعنى المغطيِّ على الفساد المدمِّر لاقتصاد الوطن.
نقول المرة تلو الأخرى، إنَّنا سنقفُ بجانب المبدعين، الذين لا يكلُّون ولا يملُّون عن تقديم المزيد والمزيد لعُمان الخير والتاريخ، وعُمان ليست ككل الأوطان، الخير فيها وفي أهلها إلى يوم الدين؛ فقط نحتاج إلى المخلصين الذين يُبدعون من أجل رُقي وتقدُّم عُمان، التي أصبحت مضرب المثل في الخير والأمن والسلام، فنحن في عُمان نقضُّ الجبال قضاً حتى نمهد للإنسان حياة أفضل، ونجعل نظم التنمية تعيش في خير مرتع ومأمن، فعُمان الواعدة بالخير العميم تستحق الكثير والكثير، وهي سائرة بقوة إلى المستقبل بخطوات قوية وثابتة، حَفِظ الله عُمان وسُلطانها الفخر المبجَّل، وأنعم الله على الشعب العُماني بالخير العميم، وكل الشكر لمن عمل بإخلاص من أجل عُمان، والشكر الخاص لوزارة الإبداع والتطوير، وزارة النقل والاتصالات، وكل القائمين عليها.. شكراً جزيلاً.