سيرة شعرية

 

د. ريم سليمان الخش| باريس

 

إليَّ حِثاثا فالمكارم تُنهبُ

ونهرُ الخصال السابغات مُنضّبُ

//

مُشِيحٌ غمام العارفين عن المدى

وبيلُ القِلى في كلّ فجٍ يُصبّبُ

//

معّكبةُ الأصفار حَلْيُ فَضيلةٍ

تحنّ إلى جود المُصاغِ وتندبُ

//

وقد عضّت السيدان ثوب مروءة

مقطّعةً أكمامه تتخضبُ

//

خليليَّ ذا وجه العروبة مُرجفٌ

وماانفكت الويلات للجسم تندِبُ

//

تعوّدتُ أنْ أُسقى تَغرّبَ عالمِ

وكلّ حكيمٍ من قَذى يتغرّبُ

//

خليليّ ما اشتدّ الظلام مخنّقا

رؤى الفجر في أعشاشها تتغيبُ

//

مُضيٍّ إلى سعيٍ حثيثٍ دروبه

مشعشعة ورقاء لا تتحجبُ

//

على حسدٍ أنّ الكريمة إنْ صحت

ستغمرُ وجه الأرض نورا وتغلبُ

//

أعللُ نفسي بالضياء تيقنا

على أنّ أمّ المُكرمات تُنسّبُ.

//

وبيتٍ من الحلوى رفيعٍ مكرّمٍ

بواحته الخضراء نخلٌ ويعْربُ

//

ترعرعتُ في عشق الغيوم تأدبا

بسيرةِ من سادوا ببذلٍ وأسهبوا

//

كعروةَ قسّام الصِواع تفضّلا

ولبٍ من النبع الزلال يُشرّبُ

//

تُزيّنُ جيدَ المكتبات لآلئٌ

: عقيقٌ حضاريّ وإرثٌ مذهّبُ

//

رضعتُ حليبَ الأمهات معسّلا

ومازلتُ من درّ الثديّ أُرغّبُ

//

وربٍّ كمزن المرهقين من الظما

هطولٍ ولا يثنيه طقسٌ فيُحجبُ

//

هصورٍ يبزُّ المعتدين ضراوة

ودودٍ كجسرّ للتلاقيَ يُنصّب

//

عفيفٍ من الأخيار حرّ منزّه

عن السقْطِ والفحشا من السوء يعجبُ !!

//

ولا تخرقُ الأهوال أسوار معقلٍ

متينٍ كجدران القلاع وأهيبُ

//

نشأتُ ولا أدري أظبيٌ مدللٌ

وجوديَ أمْ مهرٌ أصيلٌ منسّبُ !!

//

لأن الهمام السمح أطلق راحتي

ولكنّها الأحرار سقطا تُجنّبُ

//

وإنّ قيود الكبت قبرٌ معتّم

فلا نشوة كبرى بسجنٍ يُرهّبُ

//

وحرية الإبداع ريشة فنّه

وأسرار إعجازٍ من الخلدِ تقربُ

//

هو المهر سبّاقٌ إلى الشأو سعيه

كومضٍ لآفاق العلى يتوثّبُ

//

فما كنتُ إلّا للضياء ولا كبتْ

منارة أقلامي من الله توهبُ

//

عن الريم كم كانت لعوبا بلا أذى

تصيدُ برمح الحسن فورا وتهربُ

//

فقربيَّ من مرمى الذئاب كأسهمٍ

مضوّأةٍ حرّى بشمسٍ تٌلهّبُ

//

فلا السربُ في منأى عن الحرّ لاسعا

ولا الشمس مقدورٌ عليها مُقِرّبُ

//

ولكنْ حباني الله قلبا متيّما

يهيمُ بهاماتٍ إلى النجم توثب

//

لتتركَ في سفْر الوجود معالما

وتحرث آفاق الرؤى وتقلّب...

تعليق عبر الفيس بوك