أنـــــــا

 

المهدي الحمروني | ليبيا

 

هكذا دائماً..

كنصي المنثور

أفتقد زخم المفتتح

ومخاتلة التقديم

أبدو متواضعاً

وغايةً في البساطة

كضآلة زهر البيد

فوّاحاً على تقلّب اتجاه الريح

يلزمني حدسٌ خاصٌ جداً

في جلبة أنفاس القطيع

صادرتني هيئة طفولتي

إلى سذاجة الأبصار

أتوهج كالنار في منتصف الأماسي

وأخبو في القفلة

كسردٍ مفتوحٍ للمقاربة

عيبي أن جيبي أكبر من حجمه في خيال العوام

فبقعرٍ جافٍّ يُرى متضخماً وناضحاً

وفي امتلاءه العابر أبداً

لا يتلبّسني إهابٌ ناشزٌ عن قنوع

لأن وجهي حصينٌ عن الشكوى

وكتوم للمعاناة

مفرط التواضع للحفاوات

مُقبِلٌ نحو القلوب المشرعة

حتى أُحشر في خانة السذاجة

مُدبِرٌ عن زائفة الكبر

حتى يُظنُّ بي التعالي

غريب سأمضي

أنتبذ بسيرةٍ غائمة

في صحوٍ قلِق

كنبوّةٍ مؤجلةٍ بعد موتي

وثائقي تنبئُ عني

وعن مظلمتي

وزهدي في الضوء

وهواني على الإنصاف

إلا مارحِم الله

في استحقاقٍ شاردٍ

وعفيف

تقُدُّ القراءةُ قميصي من قُبُلٍ

بنيرانٍ صديقة

فتراني غويًّا

أُملِّكُ الحبيبةَ الشعرَ

وأُدمِن تطويعَ الخطاب لتاج وهمها

فلا أتنكّر لمقامها

لأني أصبو إليها وريثةً

لِما غادرني بغتةً

من ظل آلهة أمي

وكُنهِ أناي

بشغفٍ لايشوبه

مثقالُ ذرّةٍ من

مَلَق.

تعليق عبر الفيس بوك