أبكى لأجل البيت المأزوم

 

د. أمجد ريان| شاعر وناقد مصري

 

نحن المصريين نملأ الطريق العام

بالدراما، ونعرف كيف تكون الابتسامة المريرة،

أضع النظارة الطبية فوق عينى، وأشير بيدى

باتجاه "الطُرقة" الموصلة إلى الحمام، حيث البلاط القديم المقشّر،

والمرأة تمشى بطيئة دامعة، بالشبشب المفتوح،

وأنا أريد أن أقتنص الكلمة الطيبة

داخل الليل الممتلئ،

وحيث السماح والحنان، تحت قبة الشاي.

 

***

البراءة تتناثر

فوق شعر ذيل الحصان القصير، والتوكة الصغيرة:

كنا نتحايل على امتداد العمر لكى نعرف الحق،

ولكن الحق يهرب، وقمصان النوم البيتية كانت تعزينا

بكل ماتحمل من زخرفة الورود الرفيعة.

 

***

الحزن يصعد من تحت الرصيف،

ومن لمسات الأبواب، ومن دوران الوجوه المفاجئ

الشائعات تتردد:

وأنا فى مدخل اللحظة، استمع إلى "شخطة" المرأة

الواقفة فى المطبخ، ولديّ شعور بأن البيت كله يائس

شرائح الزجاج يائسة، والأغانى يائسة:

ذراعاكِ حول صدرى، والموز الموضوع فى الصحن

يأخذ شكل الطبيعة الصامتة.

***

 

أدوية الكحة، موضوعة على المنضدة،

وجهاز المحمول مغلق.

***

 

الفتيات الصغيرات كن يكسين "المقشة" اليدوية

بفردة الجورب حتى لا يتشتت ليف المقشة

ثم يقفن فى آخر الحجرة، ورغبة الرقص على أشدها،

حتى أن أجسادهن تأكلهن،

والمعنى المباغت يأتى لقلوبنا

لكى نصمت أكثر

أو لكى نبدأ البكاء من جديد.

تعليق عبر الفيس بوك