قصيدة على الطاولة

 

زكية المرموق| المغرب

 

على حائط ريش

أم كلثوم

تمسك الحياة بغمازتيها

وتغسل الكراسي الخضر

بمنديلها من الضجر.

بينما الأرجيلات

يتشظى جمرها كالمواويل

على رصيف يهيئ نفسه لوداع.

على جانب آخر

دنقل . .

يتابع العابرين بصمت طويل

ويردد :

مازالت دموعك رطبة على قميصي

يا زرقاء اليمامة

فتتفتح من سأم الظهيرة

بكامل ذاكرتها زهرة البستان

لتزوق وجه المدينة

مثل أغنية

ذاب عطرها

ولم تعد صالحة لجلسة أخرى.

 

على الطاولة ، قلبي غيمة تتمزق

وعيناه تأخذني إلى ما وراء الكلام

بينما الأشياء ما أنفكت تفقد أشياءها.

 

أيها الرب . .

لقد خلقت الكون في سبعة أيام

لكن هل تكفي سبع ليال

كي نحسن الحب

ونكمل قصائدنا المؤجلة ؟

 

مثل حمامة حطت من سفر بعيد

النادل النوبي يقطع دون أن يدري

حوارنا الصامت

بابتسامة باهتة :

كيف هي قهوتك سيدتي ؟

هي بطعم قبلاته ، عميقة وساخنة

فناجينكم واهنة وقلبي اللحظة أضيق من عاصفة.

ينظر إلى أصابعنا التي تحولت إلى عش

ويغادر

لكن ما العش دون شجرة أيتها الغابة ؟

 

سماء هي شجرة الأكاسيا التي أمامنا

ونحن الظلال

فمن أين آتي بقصيدة بيضاء

الليل القابل مسمار

وجسدي حائط ؟

وكيف أحتفظ بماء العشب

أنت امرأة عاقر

وهذا الغياب منجل ؟

كيف لا أتجلى فيك

دمك الذي يجف الآن دمي ؟

 

كيف أتسلقك كي أقطع عنق المسافة

ويدك الراجفة الآن

تذكرة إلى الجحيم ؟

 

الآن عرفت بأن الجحيم يد

ستلوح بعد سيجارتين

وقبلة في الهواء

مالحة.

 

تعليق عبر الفيس بوك