لا أملك فرداً ولاخنجرًا

 

ياسين سعيد الحيدري| اليمن

 

وضعتني أمي قسرا وهي تمطر لعناتها على أبي

وتعض شفاه الندم

مخلوقاً أعاني من تشوه اجتماعي

وحيداً تعكس شظايا المرآيا وجه بلا ملامح

جسد.. بدون !

في وطن غني بكل شيء إلا العواطف

 

قال ظلي بحكمته:

نمت بذرتك في مغارة

حيث لا ضوء، ولا ماء

تغذيت بالرطوبة، والعتمة

لذا استقام غصنك نحيلاً

و اكتست أوراقك لون السواد

يمكن لبذورك أن تلون إذا  أطلقتها فجرا كالحمام

لكن الحمامة التي رفرفت صوب الشمس

اسقطتها رصاصة صياد يلهو

لا حاجة له باللحمة ولا بالدم

لا تراوده الكوابيس ولا يتنفس أحلام اليقظة

محصن من الألم والأمنيات 

ما نرغب به

لديه ترف رفاهية  غني عنها

في زمن الموت الموجه بكاتم الصوت والموثق بالصور

لا أملك فردا  ولا خنجرًا

أرتدي ماء الوضوء درعًا

أمتشق قلمي سلاح

أمشي ..

وأعلم أن لهم ألف وسيلة لمراقبتي عن بعد

هم يعلمون كم تبقى لدي من ذخيرة في قلمي

إنهم أقرب مني شعوراً ومعرفة بأي وقت سهوت ونقضت الوضوء

قال صديقي  خريج الجامعة العاطل عن العمل:

 نحن في عصر الأسلحة الأتوماتيكية والطائرات المسيرة

زمن البنادق المطلية بالذهب والمطعمة بالأحجار الكريمة

مندهشا تساءلت:

كل هذه الأسلحة الفخمة

مصنوعة لمن؟!

لأجل القتل والدمار

لدفن أحلام البسطاء في الحياة.!!

تعليق عبر الفيس بوك