إبحار

 

عبد الجيزاني | بروكسل

 

قلما يأذن لكَ الوقت

بأن تجتاز مبررات وجودكَ هناك

وهناك سيكون شفيعك الصبر

يأخذ العمر منكَ مدى مغالٍ

قبل أن يستقر

وتحتفي بيومها الجديد

قلما حَدثتكَ عن الرغبة

المتعاظمة منذ إطلالة

 زمانكم الواعد والشقي

تزهو مستلقية بحضن

أشجار السرو المغرمة

بجوار الساحل البهي

وأصبح جلَّ  أهتمامكَ

 أن  تحرس تلكَ الرغبة

وقلما تجلت أمامكَ الحقائق

راهنت بما تدخر من معرفة

لكننكَ أبحرت بشراعٍ  واهـٍ

موج البحر يتعثر بأجساد

غرقى يخفون أسمائهم

لكننا نعرف أوطانهم

محاولاتكَ تغدو دون جدوى

ما أكثر فرصنا الضائعة

زمن ضاغط كان فيه

الكثير من الجفاء

مازالت تحول بينك وبينها

  قلاعٌ محصنة

ومازالت السيولٌ المتدفقة

  تبدد معاني الكلمات

وتطلق العنان للمتكلم

ليقف على مقربة من الشماتة

كيف يضيع  النص؟

خارج إطار اللغة الرصينة

تاهت أيامنا بين أرصفة فطنة

وأخرى تغدق العطاء

 رائحة الأمكنة التي ألفناها

ظَلَّ رحيقها يواسينا

نزرع الأمال عسى أن نرمم

ما تبقى من وشاية روح مكابرة

تسكن تلكَ القلاع التي تبعث

الصمت والأرق

تعليق عبر الفيس بوك