نزاهة الخطيئة

 

عبد السلام سنان| ليبيا

صوتكِ على سفحِ جبلٍ إكليلي الصدى، وقطرة زعترفي أوديةِ الريح، يا قديسة الحقول الظامئة والمحاريب المبْهمة، ونهر منسي على هامش المساءات البرتقالية، يقتفيني الشرود بوجاهةِ خريفٍ أيلولي الرتابة وثمالة نبيذ القلق الشتائي، حرفكِ الذي سرق الشمس، يحلّقُ في مدائني الضجِرة، كناسكٍ يبوحُ لليلِ سِره، يتلعثم على نوافذي غناء اليمام، أنا ملحمة الأسى وأنتِ مفردة غيابٍ غامضة، بموسيقى المساءات المتبثلة، أفركُ مخيّلة الأبجدية، أشْحدُ نباهة التوق، كملحمةِ جلجامش، بفصاحةِ سطرٍ حدق، لأنسى ذاكرة يتقاطر منها الوجع ويتسربُ منها الأسى، في كوْمةِ الغرباء المتربّصين بلحظةِ السقوط، مالحة هي العتبات ونوافذِ الليل مشرعة، بأعينٍ زجاجية ترمقُ أحلامها الخضراء، تقف على رؤوس أصابع الشغف، فوق قيامةِ رُكْحٍ أيْلوليُّ الغواية، أنْصبُ خيمتي وأتوسّدُ جرَّة نبيذٍ طافح الرغرغة، أحلّقُ بأجنحةٍ منذورةٍ لعتمةٍ يلهبها غسق المداءات المتأجّجة، حيث أقاصي الغناء، ألعنُ خطيآتي وترتلني مشيئة المغفرة.

 

تعليق عبر الفيس بوك