هذا بدءُ القيامة!

 

مياسة دع | سوريا

 

1) ــ

عَبثاً !

الأرضُ / .. تسيلُ عبرَالنوافذِ ..

النداوةُ / .. تعمى في فَمي كي أرشفَ آخرَ

جثةٍ للصقيع !!

(وهذا الكائنُ .. يتفتّتُ كالنسيمِ على جذرِ

خشخاشٍ .. أو على حافةٍ شاحبةٍ :

ماذا لو تكوّرَ في الظلّ القاتم ؟

ماذا لو حفرَ غيمةً معوجّةً تأكلُ الرذاذَ ,

والسيولةَ التي تدمَى في عُنقي كَـ اللغة ؟!)

.

الأرضُ / .. تسيلُ أنفاقاً

النداوةُ / .. تفرزُ عيوناً ساخنة ,

وهذا الكائنُ / البؤرةُ الصامتةُ

يتجذّرُ في الأحشاء , لكنّهُ ينقسمُ ..

هل ينقسمُ ؟!!!!..

 

2 ) ــ

تسيرُ ..! كأنّكَ لا تنصهرُ ..

المعدنُ البرّي / .. يجترّكَ

القبّةُ الحمراءُ / .. تعتَريكَ كَـ الحمّى :

أنتَ في غايةِ الهيكل ..!

هل يتبعثرُ الدُمّلُ ..؟!

.

النّواةُ المغطّسةُ برذاذِ الكحولِ .. تمشي ..

تتجشّأُ .. تراكَ .. وأرَاها ثقيلةً مُفعمةً

بالجذورِ الصاخبةِ .. لكنها

تمشي .. تتضخّم .. تأخذُ شكلَ البلّور لحافي .. وتطأكَ !

هل يطأكَ الدُّمل ؟!!!

.

تسيرُ .. أسيرُ

المعدنُ البريُّ / .. ينمُو في " أنانا "..

القبة الصفراء / .. تنبذُنا :

نحن في غايةِ الصمتِ !

هل نكونُ الدُّمل ؟!!!!

 

3 ) ــ

صفراءُ وعميقةٌ

الجدرانُ التي تتمطّى على إصبعِ الهواءِ ,

الزبدُ الذي يسيلُ في خلايا الصمتِ كالزنابقِ إلى .. جَسده !

إنّه الوقت.!

ثمّ .. يغيب..

.

متأرجحةٌ كالنسيمِ

العيونُ التي ترصدُ الكثافةَ الأرجوانية ,

الذرّاتُ التي تعومُ عبرَ دهاليزِالنارِ إلى .. جَسده !

هل يتنفسُ الوقتُ ؟!.

.

يسمعُ النغمةَ التاليةَ :

الجدرانُ / .. تتدلّى إلى صَدغهِ ,

السيولة ُ/ .. تزدادُ من حولهِ ..

إنّه ..!؟ ثمّ يغيب !!!!

 

4 ) ــ

أجل ..

الغيمةُ / .. تتخثّرُ على رأسِ مرآةٍ ,

الصرخةُ / .. تلتهمُ الحوافي عبرَ

السريرةِ .. ويدكَ !

.

إنكَ متمدّدٌ .. كَـ مثلِ شبكةٍ من الرخامِ الأزرقِ ,

وأنا خارجة من رأسكَ ,

وأنت داخلٌ في ثلم الماء النازل ..

(.. هذا الماء / يعجُّ في صدغي / يجتمع في

أسفل الضوء عبر كثافةٍ مغبرّةٍ أو ظلٍّ متحجّر:

إنه ينكسر .. هل ينكسر ؟!! )

.

أجل ..

الغيمة / التي تجمعنا ..

الصرخة / التي تلتهم السريرة .. وأيدينا !!!

5) ــ

في أقصى الحلمِ :

الظلُّ تلوَ الظلِّ /

العينُ /.. مكسوّةٌ بالترابِ المُعتمِ ..

.

في أقصى جَسدكَ :

الذرّةُ / التي تعرجُ على قامةٍ واحدة ,

السماءُ / .. تتمطّى كَـ مثلِ جذعٍ على أفواهٍ

رُخاميّة ..

ــ ( هذا الصقيعُ المتسربلُ بأكوامِ الهواءِ هو لنا /

رذاذُهُ يُغطّي حروفنا .. لكنّنا نجهلُهُ ! ) ..

.

تعبثُ .. أعبث

ــ بمحضِ إرادتنا نتنشّقُ عفونةَ الدهرِ .. لا زلنا

في الداخلِ / ..

( الغبارُ المُثقلُ بأزهارِ الثلجِ وعينِ الطينِ / السلالةُ

التي تهتزُّ على أكتافنا .. )

.

ــ هذا بدءُ القيامة !

ومِنْ ثَمَّ .. يُحاصرُنا المَغيب ......

تعليق عبر الفيس بوك