"بلومبرج": أوروبا "تدلل" إيران.. ولا بديل عن قبول "عرض ترامب"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

شنت وكالة بلومبرج الإخبارية هجوما شديدا على إيران، واعتبرت أن الدول الأوروبية "دللت" الجمهورية الإسلامية، وأن الوقت قد حان كي تتوقف دول القارة العجوز عن ذلك.

وقالت الوكالة في افتتاحيتها إن الأسابيع الأخيرة، شهدت ما وصفتها بـ"هجمات إيرانية" على جيرانها، مع إعادة التأكيد على طموحاتها النووية، وتعطيل التجارة الإقليمية، وإطلاق تهديدات واضحة للعالم، فيما لم تتحرك أوروبا سوى أنها سعت إلى "تدليل" النظام الإيراني، على حد وصف بلومبرج. وطالبت افتتاحية الوكالة بضرورة توقف كل هذا، معتبرة أن استقرار الاقتصاد العالمي وكذلك الشرق الأوسط يعتمد على منع إيران من مواصلة تصرفاتها.

ومنذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، أبدت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق تعاطفها مع إيران لتتغاضى عن نظرتهم للأحداث الجارية في الشرق الأوسط.

في ذلك الوقت، احتج الأوروبيون على القول إن الاتفاق يخدم غرضها المحدود المتمثل في إيقاف سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، ووصفوا الانسحاب الأمريكي بأنه متهور. كما عبروا عن خشيتهم من مساعي إدارة ترامب لتقديم ذرائع لشن حرب، خاصة إبان وجود جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي يؤيد قصف إيران. وانتقدوا أيضا العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران وحاولوا الحفاظ على الاتفاق بعد فترة طويلة من عدم جدواه.

وترى بلومبرج أن المخاوف تجاه إيران كانت كلها صحيحة، فمنذ إبرام الاتفاق، غض الأوروبيون الطرف عن سلوك إيران الخطير والمتزايد في المنطقة، حتى بعد أن صعدت قواتها ووكلائها من الهجمات على خطوط الشحن في الخليج ودمرت منشآت النفط السعودية. ورفضت فرنسا وألمانيا الانضمام إلى الجهود البحرية التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الشحن في تلك المياه؛ حتى بريطانيا نفسها ترددت.

وعندما تخطى النظام حدود تخصيب اليورانيوم المفروضة بموجب الاتفاق النووي، كان ينبغي على الأوروبيين- على الأقل- أن يصدروا إدانات واضحة. لكن بدلاً من ذلك، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تخفيف العقوبات على الإيرانيين وتقديم خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار، وهذا في الأساس رشوة لتشجيع امتثال إيران على الالتزام بالاتفاق.

وقالت بلومبرج إن هذا التساهل الذي لا نهاية له يشجع السلوك الإيراني الاستفزازي تدريجيا، حتى بلغ ذروته بهجوم صاروخي لطائرات بدون طيار في 14 سبتمبر على منشآت نفط عملاقة في شمال شرق المملكة العربية السعودية.

ولا تنفي بلومبرج مخاوف الأوروبيين من اندلاع حرب هائلة في منطقة الخليج، لكن عليهم الآن أن يدركوا أن إيران، وليست الولايات المتحدة، هي التي من المرجح أن تشعل فتيل الحرب. وبغض النظر عن معاناتهم العميقة من ترامب، لا يمكنهم تجاهل عروضه المتكررة للتفاوض، ولا يمكنهم أيضا إنكار أن تصرفات إيران تعرض الاقتصاد العالمي للخطر.

وأقوى إشارة على الرفض يمكن أن يرسلها الأوروبيون إلى طهران تتمثل في استكمال العقوبات الاقتصادية الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي يتوقون إلى حمايته من الانهيار، لكن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات عقابية ضد أي خرق لمستويات تخصيب اليورانيوم المسموح بها. ويجب عليهم المساهمة في الجهود الدولية لحماية ممرات التجارة في الخليج من أي توغل للزوارق الإيرانية.

وتختتم بلومبرج افتتاحيتها قائلة إنه إذا كان احتمال دعم ترامب أمر لا يستطيع قادة أوروبا تحمله، فإن الأفضل أن يتم التخلص من الاتفاق، إذ ينبغي عليهم إبلاغ النظام الإيراني بأن جميع الجهود المبذولة لإنقاذ الاتفاق قد توقفت حتى تنهي إيران عدوانها على جيرانها وتستأنف امتثالها للاتفاق النووي. ويجب ألا يكون هناك أي حديث عن إعفاء من العقوبات، وبدلاً من ذلك، يتعين عليهم الضغط على إيران لقبول عرض ترامب بإجراء مفاوضات بوساطة أوروبية.

تعليق عبر الفيس بوك