"واشنطن بوست": ترامب يغامر بحياة الجنود الأمريكيين من أجل السعودية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن جدوى إرسال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقوات أمريكية إلى السعودية، في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط السعودية، وما إذا كان ترامب يغامر بحياة الجنود الأمريكان من أجل النظام السعودي.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن رد الرئيس الأمريكي على الهجوم على منشآت إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية، تمثل في العقوبات والتحركات الدبلوماسية حتى الآن، بعدما ألقت إدارته والحكومة السعودية باللوم فيه على إيران. لكنه أرسل تعزيزات أمريكية إلى الخليج ولم يستبعد القيام بعمل عسكري، إذا وقع المزيد من الهجمات الإيرانية، وسيطالب صقور الجمهوريين بذلك.

وقالت الصحيفة إن ذلك يثير هذا سؤالًا جوهريًا: هل من مصلحة أمريكية حيوية الدفاع عن المملكة العربية السعودية أو بنيتها التحتية النفطية من هجمات؟ هل يجب على الجنود أو الطيارين الأمريكيين أن يغامروا بحياتهم من أجل النظام السعودي؟

فقبل ثلاثة عقود، عندما غزا العراق الكويت وهدد حقول النفط السعودية، قرر الرئيس جورج بوش الأب سريعا أن التدخل العسكري الأمريكي كان ضروريًا. الآن، لمجموعة متنوعة من الأسباب- بما في ذلك سلوك ترامب المتهور وغير الكفء- فإن ذريعة العمل الأمريكي أقل وضوحًا.

وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تزال تنتج 10% من إمدادات النفط في العالم، إلا أن الولايات المتحدة هي الآن أكبر منتج للنفط في العالم، وانخفض اعتمادها على الواردات السعودية بشكل كبير، بما في ذلك تراجعا بنسبة 50% في العامين الماضيين وحدهما. ورغم ارتفاع أسعار النفط لفترة وجيزة بعد الهجوم الأخير، لم تعاني السوق العالمية من الذعر. وأوضحت الصحيفة أن حماية النفط السعودي مشكلة كبيرة حتى للمملكة نفسها، أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهي ليست الضرورة الاستراتيجية التي كانت عليها من قبل.

وترى واشنطن بوست أن طبيعة التهديد الذي تتعرض له المملكة العربية السعودية تختلف عن تلك التي كانت في عام 1990؛ حيث كان غزو صدام حسين عملاً عدوانياً صارخًا يهدف إلى تعزيز السيطرة على إمدادات النفط في الشرق الأوسط. ومع افتراض أن الهجوم الأخير تم برعاية إيران، فهو يمثل تصعيدًا لصراع طويل الأمد بين البلدين، إنه صراع من أجل النفوذ الإقليمي مدفوعًا إلى حد كبير بالطائفية الفجة.

ولدى الولايات المتحدة مصلحة حيوية في منع إيران أو المملكة العربية السعودية من امتلاك أسلحة نووية، ولهذا السبب أعطى الرئيس باراك أوباما الأولوية للتفاوض على الاتفاق النووي مع إيران. كما إن الولايات المتحدة لديها مصلحة في ردع العدوان الإيراني على إسرائيل، وهذا أحد الأسباب التي تجعل الوجود الأمريكي في سوريا مهمًا. ومع ذلك، لا يوجد سبب يدعو الولايات المتحدة إلى تمكين الحرب الطائفية في المنطقة.

وهدد ترامب المصالح الأمريكية عبر إجراءات ومواقف عديدة، منها انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، رغم أن إيران كانت ملتزمة به، مما دفع طهران إلى تكثيف أنشطتها النووية وخفض التزامها بالاتفاق. كما دعم ترامب عمليات القصف العنيفة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، ما أدى لوفاة الآلاف من المدنيين، ما دفع المسلحين الحوثيين لشن هجمات على أهداف سعودية. إضافة إلى أن ترامب حاول سحب القوات الأمريكية من سوريا. وبدءًا من أبريل الماضي، سعى ترامب إلى منع جميع صادرات النفط الإيرانية، وهو عمل حرب فعلي أدى مباشرة إلى هجوم نهاية الأسبوع الماضي.

تعليق عبر الفيس بوك