جدولٌ برسمِ الغَيمْ

 

عدنان العمري | الأردن

 

(..أنا يا.. صنعة اللهِ..

الّتي بالقلب لا أرضى لها البدلا)

1

خبّأتُ وِردًا

في حديث العين زاجلةً رسائلهُ ..

وعلى حصيرِ البعدِ

صار الوِردُ ألفَا ..

وأزيد تسعةْ ٠٠

خبّأتُ

تأويل الوجوه عن الوجوه

إذا تلاقت في وسيط الشّوقِ

أو بسط الحنين ذراعهُ ..

خبّأت الكلام إذا يجيء

عن الّذي قد حال في ما بيننا ..

حتّى إذا

جاء الكلام على مقام الوصل

جاء الشوقُ زحفَا ..

أو راغ عن مكرٍ وخدعةْ…

يكأنَّ لي بالشّوق شبهة عاشقٍ

بالقلب فرَّ بدينهِ ...

وصروف هذا العمر كافرة حوادثهُ ..

حتى حسبتُ القلب كهفَا ..

والحبّ بدعةْ ..

_______________

2

اقلقي هكذا

مثل خيوط الشمس على النبت

فهذا الليل وأنا

مثل طلع البنّ الـ يكتظ بالكيف المؤجل

نجوع إليك ٠٠

واقلقي

كحبّات الماء على اللتر ..

فهذا القمر وأنا منذ البدء

مثل العرق الـ يؤنس النّسّائين

نمارس الأقداح على البار

ونتطوح كالموسيقا الكافرة ٠٠

اقلقي

ها أنا الـ أدور بين الراقصين وحدي

كأني وساحات الرقص

نجوع إليك ٠٠٠

_______________

3

هي قولةُ المعنى

وجمهرةٌ من السُّمّار

عسكرٌ وثورات وصاعدين وسمسرةْ ..

نار الفضة الجسدُ

وماء البدايات العنق ..

وجمرة الكشف بما أعلى وما تحت ..

متن الشعر وما ضاع بالسند

وما في ذهن شاعرة

خانها بحر الخليل...أو العرف ..أو الرجف ..

جنى الجنتين والّذي هو خير

وما ظهر وما بطن

هي شبهة الأشياء

وكل الحرام الحلو ..والحلال المؤجل..

وأنا الصوّام تولهًا

إنما هو شيطان خصرها ما صفد…

______________

4

قلْ يا الّذي

زان الغرام من المُعَدّي بالأواوينِ ٠٠

ومن الرواء بلثغة الأحداقِ٠٠

للعاشقين سريرةٌ

ولجنّة العشاق أسرارُ ٠٠

زِنْ لوعة المشتاق بالهجرانِ ..

زنْ وردةً تحكي الهوى

من زرقة الأشجان بالأعماقِ ...

قل ها أنا كالمبتلى

ألفيتُني بابًا على الأشواق ينغلقُ ..

بالنرجس الليليّ ينفتحُ ..

لو خصرك الرّيّانُ يشرع

للخزامى في يدي طرقًا ويفضي

نحو شبّاك الحوارِ

أو السكوت هنا

على بوّابة النّحر المرصّع بالنّدى

أجدى…

قد خطَّ شيخ طريقتي

بعبارةٍ بصريّة النحوِ ..

اشرع لها ليل الغرام

إذا تراخت نجمتا الصدر ..

وعبارةً شاميّة الصرفِ..

-صلاة المغرمين ببوسة النحرِ -

قل ها أنا

بالشّوقِ والهةً تثور جوارحي

لا أسأل العشّاق عن ترياقه ..

لا الشوقُ بلواهُ براحلةٍ

وما في جعبة العشاقِ من ترياقِ ..

يا كلّ

خلّان الغرام

وكلّ خلّان الهواجسِ

هل على المشتاق من خللٍ

إذا يشكو غراماً فاض من أحداقهِ

ويناهز العللا..

إنّي بماء الدمع أحصي مجامر علّتي

قد أكْذُب الأحصاءَ والعددا ..

وأكتظ بالبكاء المرِّ أحبسهُ

كأنِّي بالهوى مفؤودةٌ

لو تمسك الأشجان تعصرها

فلا يَبقى بها شجنٌ

ولا دمعًا لها قد تغزل المقلُ…

هل كان عشقٌ

في ربيع القلب يكتملُ ..

إذا مرّت فصول الحبّ

من أعطافهِ

ومن الفصول العينُ لا تروى وتكتحلُ …

قل يا الّتي ترخي

على صدرى ضفيرتها

ونشّوة النعاسِ تمام ما في جدولٍ

قد فاض واسترخى…

من ذاق خمر الثغر

لا يصحو له قلبٌ

ولا ينسى من الأنخاب

نخبًا طافهُ نخبٌ

له بالبال منزلةُ الندامى ربّما أعلى…

ذا الزخرفُ اللفظيّ

فضّيّ العبارةِ

بدعةُ الأقوال الأشعار والمعنى

ذي سِبحة النّسّاك

وما صنع الهوى بالقيسِ من ليلى

وما أوحى لمن غنّى

ومن قال

الغيابُ من الحضور بلا هوى أَولى

ذي دفقة الـ فاضت تساورني

برسم خسارةٍ أُولى ٠٠

______________________

5

كيما أطرّي حسكَ الليل والقلقِ

أدهن صدري بزعفران اسمكْ

وأتلو فاتحة النعاسْ …

أقصد شيئًا

مثل دبيب الخدر الحلوِ ..

يأتي اسمك بهذيّ الصحو ..

أبدأ .. أنهي..

أفتح .. أغلق .. أنوي

أقرأ .. أسهو ..أقولُ ..

أعيد.. أشردُّ .. أعشق .. أعدُّ ..

أشدُّ .. أحنُّ .. أجنُّ ..

أشكّ..ألتمس ..

أنزاح ..أتوب .. و أصلي ..

أقصُدُ اسمك وأقصد نومًا

مثل خدين نبيٍّ باليمِ

ومثل شيطنتي ورزانتي

وكنايتي ..

أصولي .. ذهولي .. طلوعي .. وأفولي

أقصد ترفًا بالأشياءِ

لأغفو ..

يقرأ اسمك فاتحة الخلق

ويختم علي قلبي بأنّي

العابد الزاهد الضالع القانع

الرشيد المديد العديد الشهيد ..

أُبعثُ .. أَعبثُ .. أطير.. أحطُّ ..

أرسم.. أوسم .. أتّسم ..

أكتب ..أمحو .. أصبأُ ..أشرب ..

أغيبُ ..أرتدُّ .. أعود ..

أبصر ..أوقنُ.. أنوب ..

و أصلي ..

أذهب ب اسمك إلى أخره

فيجرني نحو الغيب

وأنا الغرّ النسريُّ الجارح الجريح

السرّ الفتيّ الصحيح الكسريّ

العدد الشكل اللون الحرف الحدّ المطلق

الشيء اللاشيء والنقيض من النقيض ..

أُرْهِب .. أُرْغِب ..أكنّ .. أفزع ..

أزرع .. أجني .. أحصد ..

ألمُّ .. أجمعُ ..أبني..أهدم ..

أوجز .. أنجز ..

أَنذر..أوفي..

أربض .. أفترس ..أحذر ..أحترس ..

أقطع ..أوصل..أتولّهُ ..أتألّهُ ..

أحاربُ .. أواربُ ..

أستجير .. أستغفر ..

أصلي ..

ها أنا أمشي أركض بـ اسمك ..

وأتعب بالصحو بـ اسمك

كالخاطر مكسورًا على أخري

و في اسمك أنزوي ..

أتوه ..أضيع ..

أبحث ..أجد ولا أجدُ ٠٠

كأنّي بـ اسمك

منقلبٌ فيَّ منّي عليَّ

وما بين الفعل وردّ الفعل

أركب ..أبحر ..

أصل ولا أصل ..

أتلو اسمك كفاتحة للنعاسْ

يمرّ الليل والقلقُ حسكًا على القلب

ويجيء الصبح مسفوكًا على صدري

وما زلت أصلي لو يعتقني

حشد اسمك

فأغفو ٠٠

كأنّ القلبَ والله أعلم

برسم اسمك هشيمٌ ويشتعل …

تعليق عبر الفيس بوك