فلج الصعراني .. نموذج للاستدامة

تتعدد نماذج الاستدامة في بلادنا بمُختلف القطاعات، في ظل ما توليه الحكومة الرشيدة من اهتمام كبير بتطبيق مفهوم الاستدامة في العديد من المشروعات التي تقوم بها، لكن ثمة نموذج مُغاير عن الاستدامة يأتينا من القطاع الأهلي في ولاية البريمي، من خلال ما تم إنجازه من تنمية حقيقية ومستدامة مع إعادة تشغيل فلج الصعراني بهذه الولاية العريقة التي تعكس الهوية العمانية في أسمى تجلياتها الوطنية والتنموية.

لقد كانت المحطة الثانية من البرنامج التعريفي لجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها السابعة (2019) إلى ولاية البريمي، فرصة مواتية لإعادة تسليط الضوء على جهود الأهالي في البريمي لإعادة تأهيل وتشغيل فلج الصعراني، بالمشاركة مع الجهد الحكومي الداعم لهكذا مبادرات وطنية. ففكرة إحياء الأمل في نفوس الناس تحقق مردودا عظيما على المشاعر الوطنية، وتعلي من شأن العمل الأهلي في المجتمع، وتؤكد على مبدأ أن الجميع شركاء في التنمية، وأن مسؤوليات الفرد والمجتمع ينبغي أن تتكاتف مع جهود الحكومة وأجهزتها التنفيذية في تحقيق التنمية المستدامة، بشموليتها لكل القطاعات. فما حدث من ملحمة وطنية سطرها أهالي البريمي في فلج الصعراني، يجب أن يكون نموذجاً يحتذى به، ليس فقط في مسيرة العمل الوطني والاجتماعي، بل أيضًا في فكر الاستدامة. فرغبة الأهالي في استعادة واحد من أعرق الأفلاج العمانية وعودة المياه إليه لتروي ظمأ الأرض وتمد السكان بسر الحياة، ليست مجرد عملا تنمويا، بل هي بطولة وطنية تؤكد الخير العميم على تراب هذا الوطن.

إنَّ تطبيقات الاستدامة في حياتنا تساعدنا على مواصلة التقدم ودعم جهود الحفاظ على المكتسبات الوطنية والتنموية، وما نموذج فلج الصعراني سوى انعكاس لما ينبغي أن تكون عليه استدامة المشاريع، بشراكة وتكاتف وتعاضد من القطاع الأهلي، وجوهره المواطن، الذي يمثل هدف التنمية وغايتها، وبذلك تكون التنمية بيد المواطن إلى المواطن، بما يضمن صونها واستدامتها.

تعليق عبر الفيس بوك