"تشاينا ديلي": الشراكة بين الصين وروسيا تؤسس لنظام عالمي جديد

ترجمة – رنا عبد الحكيم

أعطى الاجتماع الدوري الرابع والعشرون بين رؤساء حكومات الصين وروسيا، والذي اختتم أعماله في سان بطرسبرغ بروسيا، دفعة قوية للشراكة الصينية الروسية، بحسب ما أفادت صحيفة تشاينا ديلي الصينية.

وترى الصحيفة في افتتاحيتها أنه لا طريقة أفضل للجانبين الصيني والروسي لتأمين الدعم الدولي من إعلان الشراكة، فكلاهما يتعرضان لضغط خارجي متزايد لتغيير السياسات الدبلوماسية على الساحة العالمية.

ويؤكد البيان المشترك الصادر عن بكين وموسكو أن الشراكة الصينية الروسية- التي توصف رسميًا الآن بالشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق لعصر جديد- قد وصلت إلى مستوى تاريخي كبير. ولا يمكن وصف تلك الشراكة بأقل من ذلك؛ إذ إن هذه الوثيقة تغرس حرفيا فكرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة في جميع جوانب العلاقات الثنائية، وتعرض الالتزام المشترك للجانبين بصياغة نوع جديد من الشراكة الصينية الروسية في الحكم العالمي.

وتجزم الصحيفة بأن الوثيقة تؤكد من جديد أهمية تأمين الدعم المتبادل، فرغم كل الضغوط والمصاعب الاقتصادية المفروضة من الخارج، تركز بكين وموسكو بشكل غير مسبوق على الاستفادة من الإمكانات الكاملة للتعاون الثنائي. وبالنظر إلى الهياكل الاقتصادية التكميلية للبلدين معا وكذلك الظروف الاقتصادية، فثمة مساحة تتوافر لديهما لمثل هذه المساعي.

وتتعهد الوثيقة بزيادة التجارة الثنائية، التي تجاوزت 100 مليار دولار في عام 2018، لتقفز إلى الضعف بنحو 200 مليار دولار بحلول عام 2024 من خلال تسهيل التجارة. وإلى جانب وعود التوفيق بين استراتيجيات التنمية الرئيسية لكل منها، ومبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها بكين، ويدعمها الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، والذي تعهد ببذل جهود مشتركة لمعالجة القضايا الحالية شاملا ذلك التعاون في إنتاج فول الصويا وتجنب مخاطر فرض عقوبات من الغرب.

وأوضحت كل من الصين وروسيا في البيان المشترك أن تعاونهما لا يقتصر على الشؤون الثنائية. زعلى الرغم من أن البيان كان أقل تحديداً عندما تعلق الأمر بمثل هذه القضايا، فإن الوثيقة تشير إلى التوجه الواضح للبلدين للعمل بصورة أوثق على الساحة الدولية. وتقول الوثيقة إن الصين وروسيا، باعتبارهما دولتين رئيسيتين مسؤولتين، تشتركان في الالتزام بتحسين الحكم العالمي وحماية العدالة الدولية.

وتؤكد الصحيفة أن تعهد بكين وموسكو بتعميق التعاون في برامج دولية متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة "بريكس"، يعكس الجدية التي يعتزمان العمل بها لبناء نظام عالمي أكثر عدالة وأكثر تمثيلا للدول.

نظرًا لأن النمط الحالي للتفاعل الصيني - الروسي ناتج عن العزلة الغربية، فلا ينبغي أن يكون مفاجئًا إذا وجد الاثنان أنهما يتصرفان بشكل أكثر انسجاما ضد نظام الحماية الجمركية المتزايد والفردانية التي ألقت بظلالها على العالم.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة