الحلولية الشعرية.. حوارية بين قصيدة وشاعر

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

في عالمٍ رثِّ المعالم آبق

ومدججٍ بالنائباتِ ومرْهَقِ

//

تمشي عقارب وقتنا بتثاقلٍ

سوداءَ تلدغ من نجا من مأزق

//

في جوفها سبعون ألف بليّة

لتذيقه من سُمّها المتبندقِ

//

حشفٌ بصحن رتابةٍ يوميّةٍ

والكأس مرٌ طعمه لم أستقِ

//

وعلى المنصّة حاكم مستهترٌ

ترك البلاد على نزيفٍ مهْرَقِ

//

للاخلاص تسمّرتْ أبصارهم

شَخصت لذاتِ ترقبٍ لم يصدقِ

//

وأنا أنا في نزهة صوفيّةٍ

علّي أحلّ كومضةٍ من مطلق!!

//

بمجلدٍ جمع الأصول ممزقٍ

طرف السرير على المخدة قد بقي

//

هجرته أسراب الحروف لتبتني

عشا جديدا في اقتباسٍ أحمقِ

//

لكنّ قلبي قد طوى صفحاته

متولّها ومن البلاغة يستقي

//

في نشوة ممهورة بلذاذةِ ال

التحليق شعرا في الوجود الأعمقِ

//

حلّت عليَّ قصيدة غزليةٌ

وهاجة في ومضها المتدفقِ

//

صارت هنا تمتد في إغرائها

تنزاح عن ثوب التجلّي المشرقِ

//

وتقول هيت الى العناق وضمنّي

فالضمُ سرّ العارف المتعشّقِ

//

بالضمّ ينفرج المضيق تكشّفا

والضم أبلغُ مابلغتَ بمطلقِ!!!

//

في لحظة شبقيّة صارت إليّ

كرغبةٍ خلاقةٍ : إذْ نلتقي

//

ليسيل حبريَ في جلال علّوها

وتريق وقتيَ للجنون المُطبقِ

//

قالت: أصوليَ في المعاجم (كلمةٌ)

وأديم متنيَ إنْ تشا يتخلّقِ

//

وحروفها العذراء ترجو حرثها

ليقامَ عرسٌ للرؤى في المشرق

//

غجرية العينين ثغرُ مجازها

يكتظّ خمرَ بيانه المتعتّقِ

//

تهتزّ معْ أمواج بحر كاملٍ

فتخال مثل جمالها لم يخلقِ

//

متورّدُ الحلمات صدر قصيدتي

والعجز ياللعجز إنْ لم يُشفقِ

//

جسدٌ رخاميّ المقاطع أهيفٌ

سلبت جلالةُ ما تجلّى منطقي!!

//

ووراء زخم بيانه شبقٌ يلحُّ

على الرؤى أنْ سامريه وحلّقي

//

ولقد طويت ربا الخيال مجنّحا

كي تركبي غيم المجاز وتبرقي

//

ياربَّ مهْرٍ مولعٍّ ..صهواته

حملتكِ أبعدَ من سحابٍ مُغدقِ

//

منّي عليّ بدفق مائك إنني

ظمئٌ وسيلك في الغرام مغِرّقي

//

حدَّ التلاشي لا أجدْ لي جنّة

إلا وصدرك طينتي إنْ أُخلقِ

***

 

القصيدة :

أقضيت وطرك من مجازات الهوى؟

مازال نصيَّ غائما لم يغدق!

//

مازلتُ أنتظر الهطول لأكتسي

حُللَ البيان بزخرفٍ متنمّقِ

//

مازلتُ جوعى والحروف تركنني

إذْ لم أذبْ في راحتيك وأشهقِ

***

 

الشاعر:

كفيّ عن المفتون شعرا وارفقي

فأنا المعنّى من وصالٍ مرهقِ !!

//

(مجنونة مصّت دمائيَ ما ارتوت!!)

 

القصيدة:

...لا أرتوي من شاعرٍ متشدق!!

تعليق عبر الفيس بوك