"واشنطن بوست": ترامب عاجز عن مواجهة إيران

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب لم يعد قادرا على إدارة الأزمة مع إيران، خاصة في أعقاب الاتهامات غير المستندة إلى أدلة للجمهورية الإسلامية بأنها تقف وراء الهجوم الذي استهدف منشآت الطاقة السعودية وتسبب في تنامي القلق العالمي بشأن المعروض النفطي.

وعلى الرغم من أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجمات، إلا أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة أعلنتا أن الهجوم لم ينطلق من اليمن، وكلاهما ألقى باللوم على إيران، لكن دون أدلة. والأمر المؤكد هو أن هذه الهجمات مثلت تصعيدًا كبيرًا في الصراع، ويبدو أن الرئيس ترامب- الذي أثار الأزمة بحملة الضغط القصوى التي يمارسها على إيران- فقد أي قدرة على السيطرة على هذا الملف.

وإيران منخرطة بالفعل في العديد من النقاط المتلهبة في الشرق الأوسط منذ سنوات، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان واليمن. لكن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات جديدة ساحقة على إيران، دفعها إلى تصعيد موقفها. وترى الصحيفة أن جهود الولايات المتحدة لحظر جميع صادرات النفط الإيرانية- والتي وجهت ضربة قوية للاقتصاد الإيراني- تعد حد ذاتها عملاً حربياً فعلياً. واتهمت الصحيفة طهران بأنها ردت على ذلك بشن هجمات على ناقلات النفط في الخليج، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة على السعودية ربما تقف ورائها إيران.

وقالت واشنطن بوست إن قدرة ترامب على الاستجابة بشكل فعال، محدودة للغاية، مقارنة بالرؤساء الأمريكيين السابقين. فقليلون يعتقدون أن اتهامات ترامب لإيران، ما لم يتم تقديم أدلة دامغة عليها، لن تقنع حتى حلفاء الولايات المتحدة؛ إذ إن الدول الأوروبية التي انضمت إلى العمليات الأمريكية لتأمين الخليج في الماضي، تحجم عن القيام بذلك الآن، لأنهم يخشون من أن ترامب سيجرهم إلى مستنقع الحرب. حتى إن بعض خصوم إيران لا يريدون صراعًا مع الجمهورية الإسلامية برئاسة رئيس أمريكي غريب الأطوار وغير مستقر، وألغى بالفعل ضربة عسكرية واحدة في اللحظة الأخيرة.

وأضافت الصحيفة أن ترامب يجازف بمضاعفة أزماته الاستراتيجية مع استمرار تصرفه على عجل وبتهور. ويجب على الولايات المتحدة أولاً أن تعمل بشكل قاطع على تحديد المسؤول عن العملية وكيف تم تنفيذها، وإعلان هذه المعلومات.

وترى الصحيفة أنه نظرًا لكون الأصول السعودية- وليست الولايات المتحدة- هي التي تعرضت للضرب، فلا يجب القيام بأي عمل عسكري انتقامي دون التشاور مع الكونجرس، ومن المحتمل أن يواجه  ترامب معارضة من الحزبين داخل الكونجرس.

وقالت الصحيفة إن السياسات السعودية تسببت في زعزعة استقرار المنطقة، بسبب الحرب على اليمن التي قتلت الآلاف من المدنيين، فيما حذرت أن المملكة ربما تكون عرضة لمزيد من الهجمات إذا استمر الصراع في اليمن.

وبدأ ترامب مؤخرًا إدراك الهوة التي أسقط فيها نفسه بالشرق الأوسط؛ حيث كان من اللافت اقتناعه بالمساعي الفرنسية للتوسط في عقد قمة أمريكية إيرانية. لكن ترامب مجددا عارض نفسه، ونفى رغبته في مقابلة الرئيس حسن روحاني، على الرغم من أنه أعلن- من قبل- ذلك مرارًا وتكرارًا.

واعتبرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن هذه التصرفات التي يقوم بها ترامب مجرد نوع من عدم الاتساق، ما يؤجج الصراع مع إيران ويترك ترامب معزولًا فعليًا في مواجهته.

تعليق عبر الفيس بوك