لم يعد لها مذاق

 

كريم فريد | مصر

 

صباح الفل

أحب طاولة البيت الكبيرة

التي يحيطها أربعة مقاعد

ونحتلها نحن الستة

لطالما بدت لي أكثر قربا

في كل المرات التي مددت فيها يدي القصيرة نحو طبق

وصلت.

 

أحب طاولة المقهي الصغيرة

التي تحتل الباب 

ويحيطها مقعدان لا أكثر

وتحمل علي الأغلب عشرة أو يزيد

لطالما بدت لي أكثر اتساعا

وأنا والملاعين أصدقائي نداعب أحلامنا

وأوراق الدومينو وأكواب الشاي وعلبة السجائر الوحيدة

في كل مرة كنّا نغادر ونترك جابر يلم الأكواب الفارغة والضحكات. 

 

أحب طاولة الحانة الدائرية

المنزوية في الركن خافت الضوء

والتي يحيطها مقعدين يستحيلا عند آخر السهرة واحداً

لطالما بدت لي مثل سرير يجمع كل القبلات التي لم أقبلها لك

ويختزلها في ابتسامة عند الوداع.

 

أكره الطاولات جميعا

في البيت والمقاهي والحانات

تلك التي تضيق علي مقعدي الوحيد

الطعام وفنجان القهوة وزجاجة البيرة والهاتف وقطع الجبن

وكوب العصير وزجاجة المياه الغازية

كل تلك الأشياء التي كنت أحبها

ولم يعد لها مذاق.

تعليق عبر الفيس بوك