أطْلَقْتُ قلبي رَصَاصًا

 

د. موسى رَحُوم عبَّاس | الرياض         

   

نعم

جئتُ على ظهرِ دَبَّابةٍ، ووجَّهتُ كُلَّ سِلاح إلى قلبك

سلاح تجرِّمُه كلُّ القوانين بأرضي 

جئتُ إلى مملكةِ الحُبِّ غازيًا فاتحًا؛ فانسكب الخمرُ والياسمينُ!

على صورةِ أشلاءَ، وكانَ ظلِّي يسابقني بِسَاقٍ واحدة، وربَّما بِرأسينِ

كُنْتُ!

نعم

جِئتُ على ظَهْرِ دَبَّابةٍ

وأطْلقتُ قلبي رصَاصًا خَارِقًا

للدِّروع التي كانت أساورَ في مِعْصَميكِ

وصِرْتُ قَنَّاصًا، يعتلي الحُزْنَ

وبين الصَّمتِ والخوفِ، أطلقُ سربا من الرَّشقات

لعلِّي أسدِّدُ نحو عينيك قُبْلة!

قالتْ : وهذا الخَرَابُ!

قلتُ: هذي جُثَثُ الصَّحْبِ، دعيني أفتِّش

في جَيْبِ بِزَّاتِهم عن صُورةٍ أو " غَرْشِة" عِطْرٍ

بقايَا ضَفِيرة !

صَدَى ضِحْكةٍ!

أو تميمة!

وقلتُ : دعيني أُقلِّبْ أجسادَهُم؛ لِتقرِضَهم شَمْسُ

هذي البلادِ ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشِّمالِ

لعلَّ الرُّواةَ يضيفون شيئًا منَ المِلْحِ لِطَعْمِ الحِكَاية

لينتشيَ الظِّلُّ بالنَّصْرِ، وينْسَى الضَّغينةَ

بل ربَّما شمسُ هذي البلادِ تَزَاوَرُ عن كَهْفِنا، ونَحْنُ في فَجْوةٍ مِنْهُ

نسعى إلى ذروةِ الوَجْدِ

دعيني

دعيني، فإنِّيَ مازِلْتُ أجُوزُ الفيافي صُعودا إلى سِدْرةِ الخَوفِ

وخلفي شِيَاهِي ولا سِدْرَ أو بقايا عَرارٍ

وهذا السَّراب يغري بقطرةِ مَاءٍ تُعِيدُ الحَيَاةَ

ومازالَ هذا اليومُ ذا مَسْغَبَة!

تراني أُردِّدُ نشيدَ الرُّعَاةِ حُدَاءً يقتلُ الخوفَ في عَتْمةِ

ليلي هذا الذي لا ينتهي!

يعبرُه الصَّاعدون إلى المَجْدِ، و فوق الطَّريقِ شيءٌ من الدَّمِ

والأغنيات

أتَفَيَّأ حُزْنِي، ولي ألفُ عَيْنٍ تَرْقُبُ ما يأتي به العابرون على أحلامنا

 أقولُ لنفسي :

لعلَّ الرُّواةَ يضيفون شيئًا منَ المِلْحِ لِطَعمِ الحِكَاية

لينتشيَ الظِّلُّ بالنَّصرِ، وينسى الضَّغينةَ

بل ربَّما شمسُ هذي البلادِ تَزَاوَرُ عن كهفنا، ونحن في فَجْوةٍ منه

نسعى إلى ذروة الوَجْدِ والأمنيات.

 

تعليق عبر الفيس بوك