مملكة الجبل الأصفر (2-2)

 

منى جعبوب

المملكة التي لاتزال إلى الآن في إطار إعلان الفكرة وربما بدأت مرحلة الحشد العاطفي لها تحت ضغط مشاهد الدمار السوري ومراكب الغرق؛ هذه المملكة ما هي إلا مستعمرة جديدة القصد منها صد طوفان الخطر الأصفر. وفي ظل كل هذا نجد عدداً من المشاهد تعيننا على فهم أهداف المملكة المجهولة إلى والتي تعتمد على الحس العاطفي ولذلك تم الإعلان عنها في شارع خالٍ من المارة وكأن المعلنون يقولون هي بديل عن الشوارع ومراكب الغرق عموماً المشاهد التي نتحدث عنها تأتي في عدد من السياقات: فهناك مشهد ذو خلفية تاريخية يظهر فيها غليوم صاحب مقولة "الخطر الأصفر قادم" ذاك الألماني الذي يذهب للسلطان التركي عبدالحميد لوقف مد هذا الطوفان. وحاضرا هناك مشهد:ميركل وأردوغان تركيا وألمانيا اللتين استقبلتا اللاجئين السوريين.

وأدبياً هناك مشهد:اللص الظريف الذي سيسرق الأغنياء المستبدين لأجل الفقراء والمشردين في الشوارع.

وسياسياً هناك مشهد: بناء المستعمرات في أفريقيا وآسيا لأجل صد الطوفان الأصفر.

ولكن مملكة الجبل الأصفر لن تنشأ لأجل اللاجئين الحاليين بل لأجل آخرين لازالوا إلى الآن آمنين في أوطانهم. إنها مملكة افتراضية حالياً لحل مشكلة مستقبلية ناتجة عن حرب مباشرة على الاقتصاد بين الحضارة الغربية والحضارة الصفراء (الصين ومعسكرها) وتلكم الحرب ستدور رحاها في ديار بني هلال –الجزيرة العربية-

 ومن أجل ذلك جعلت النخلة شعار المملكة الجنينية فريثما يتجه بني هلال –القصد عرب الجزيرة العربية- باتجاه أفريقيا وهي خط السير المرتقب للهجرة تكون المملكة الممنهجة جاهزة لاستقبالهم يستأنسون فيها بنخلتهم القادمة من صحراء الجزيرة.

وإن كان السؤال :

لماذا الاهتمام بتوفير دولة لمهاجرين لم يهاجروا بعد وإلى الآن لا مؤشرات لهجرتهم؟

 

●   لأن الظروف مواتية والحرب وفق احتمالات كبيرة قادمة. نعم الظروف الإقليمية والدولية تسمح بأن يعمل صنيع موريس ذاك اللص الذكي على سرقة الأموال بذكاء لتلك المملكة تحت تأثير قضية إنسانية اسمها اللاجئين.

●   كما أنه لو حدث هذا الصدام والوارد جدا حدوثه واشتعلت الحرب المحتملة والتي احتمالات وقوعها عالية. وفي كل الأحوال فسوف تحتاج لساحة قتال يلتقي بها الطرفان والأقرب أن تكون هذه الساحة هي الجزيرة العربية وعندها من الطبيعي أن يحدث نزوح جماعي كان هذا النزوح قصريا أم طوعيا وإنه من المؤكد أن تلك الجماعات من النازحين حين تغادر الجزيرة العربية ستتجه ضمن منهجية جغرافية أولاً وتاريخيا ثانيا أي ضمن خط سير تغريبة بني هلال المهجرين من جزيرة العرب بمعنى أنهم سيسلكون ذات الطريق باتجاه أفريقيا، بيد أن بني هلال لم يجدوا مملكة خاصة وجاهزة لاستقبالهم فاختلطوا بشعوب المنطقة وكثير من تلك الشعوب تأثرت ثقافياً ببني هلال وأصبح دينهم الإسلام ولغتهم العربية وبعدها هاجر جزء من بني هلال عبر دول المغرب العربي ودخلوا أوروبا وأيضاً لا ننسى أن بني هلال كانوا متمسكين بثقافتهم فأثروا في الشعوب الأفريقية والأوروبية. وعليه فإن المهاجرين من الجزيرة العربية باتجاه أفريقيا هم خطر كبير سينتج عنه تغيير ثقافي أشد من الخطر الأصفر الاقتصادي الذي تمثله الصين بمعنى لو انتصر الغربيون في ساحة القتال العربية على الصين فمن المؤكد ذاك الاجتياح البشري الممثل في الهجرة العربية نحو أفريقيا ومنها لأوروبا والغرب سيمثل خطرا وجوديا أكبر يهدد الثقافة والهوية والوجود الغربي، وهو ما استوجب العمل قبل بدأ حدوث الأمر ربما بعقود من الزمن بل واستوجب أيضا أن تكون مملكة وليست جمهورية لأن الملك سيختار لينفذ مشروعًا هادماً للكيانات العربية.

ولذا على الدول العربية محاربة هذا الكيان قبل قيامه لأنه موجه وفي الصميم للعروبة والإسلام بل ولتهديد أمن السودان ومصر والجزائر لأنها ستنتج شعبا مبرمجا ببرامج معادية ومنقادة للغرب كما أنه سيجرد بلاد الجزيرة العربية من نخبة شعوبها لأجل أن تكون في المعركة القادمة ضعيفة فتهلك.

تعليق عبر الفيس بوك