رجل بلا بيت

 

تامر الهلالي | مصر

 

أنا رجل بلا بيت

احياناً اموه على ذلك بان ادعي ان لي عدد من البيوت

أنا من قررت هذا

لاحظت أننا جميعاً نرتكب هذا الخطأ الفادح

نكتب عناويننا بشكل روتيني في الاوراق الرسمية

و نمنحه للاصدقاء

بل و ندع زوجاتنا وابنائنا يسكنون معنا

ولكن تلك حتمية بيولوجية واجتماعية لامفر منها

 

قررت الا اسرف في المكوث هناك

في تلك الشقة التي تقع بحي عين شمس بالقاهرة

وألا أمنح عنواني لأحد كلما امكن ذلك

 

للألم طرقه في الإطلاع على الأوراق الرسمية

و تمزيق قلوب الأصدقاء وألسنتهم و الإنصات للعناوين

يدونها في ضلوعه

الألم يستطيع ان يختبيء

يدخل وراءك المنزل

هو بطبيعة الحال يستطيع التخفي

ثم يسدد إليك من مأمنك

ضربات فادحة

 

هذا ما حدث معي في كل البيوت التي سكنتها

في الغربة او في الوطن

في غرف النوم

وغرف المعيشة

و في غرفة القراءة والكتابة

حيث رائحة الحبر والورق

تسيل لعاب ذلك الجرذ المسمئ بالألم

تعليق عبر الفيس بوك