مناجم الرّوح

 

ناهد بدران | لندن

 

وما كانَ من حنينٍ شبَّ

في جوفي

يقتاتُ عصارةَ المُهج..

إلّا أن يوازي الملأ..

عمداً.. حنّيتُ كفّي بنارِكَ

أتلذّذُ برائحةِ جلدي المحروق

عمداً ..قطفتُ تفاحةَ صدرك

أستسيغُ ريْقها في ثغري

حتّى تملّك منّي الجّوى …

تورطّتُ بقطفكَ نجمةً

من حضنِ القمر.

وها هو يطلبُ قربانَ نوره

من أدغالِ روحي

ولا زلتُ أنحتُ من ذكراك

طيفاً أنساهُ لأذكره .…

وأتلوكَ حتّى يستفيقَ الضّحى ...

ويتمطّطَ في حضنِ الأنواء

يتفقّدُ الأحلامَ و الرّؤى ...

كأنّكَ الرّيحُ.. تقدُّ صمتَ

الحواري في سديمٍ لفّ

موانئ البوح...

لا منارةٌ تهْدي ضياعي

و لا مركبٌ سُمحَ لهُ أن يقترب..

كيف تشرقُ شمسٌ بلا ذاكرة

نزيفها برَد..

تلفحُ بغزيرِ دمعها شفيفَ أحداقي

ليبحرَ بوحي إلى غاباتِ عينيك

ذاتَ أصيل...

لأقطفَ من رونقها همساً

يذيبُ صمتي

أكتبُكَ بلا حروف..

و تسكنني بلا جدران

يا ظلَّ صوتي على أرائكِ النّور

افردْ من حرفكَ أذرعاً

اكتبتي بلغةٍ العناقٍ

سطراً من عقيق

و ترجمْ طلاسمَ ثغري بقبلة

ذاكَ إزميلُ نبضي

و تلكَ مناجمُ الرّوح..

و قد امتلأتْ...

 

تعليق عبر الفيس بوك