أجادَ الحزنُ في نقْشِ الرَّزايا

 

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

مرثية في رثاء الأخ العزيز أحمد بن سليمان الريامي من قرية النزار بولاية إزكي والذي وافته المنيه في ليلة الخميس بتاريخ 29 أغسطس2019م.

***

مآقي العينِ تسْكبُ في نزارِ

تفيضُ لها الفَيافي والبَراري

//

تَدُرُّ الغيْمُ منْ ضَرْعيْ أسَاهَا

سيُولَ الدَّمعِ في أقْسى انْهمارِ

//

وتعْصفُ في البُيوتِ رياحُ حزْنٍ

وتيْبَسُ كلُّ أغْصانِ الحِوارِ

//

أزيزُ مراجلٍ  في نبْضِ قلْبي

وأخْشَى أنْ تُغرِّبَ بانْفِطارِ

//

رحيلُ الصَّالحينَ لنا ظلامٌ

كليْلٍ دامسٍ في بطْنِ ضَاري

//

كأعْمى حالتي والنَّاسُ حوْلي

وعيْني - قبْلُ- مثلُ لظَى الشَّرارِ

//

أجادَ الحزنُ في نقْشِ الرَّزايا

وشرَّدَ كلَّ أفْراحِ الدِّيارِ

//

يَموتُ الطيِّبونَ وقدْ تَناسَوْا

بأنَّ عيُونَنا مُزِجتْ بِنارِ

//

نخيلُ الحيِّ قدْ أرْختْ ومالتْ

وخِفْتُ سقُوطَها في صحْنِ دارِي

//

لقدْ حزِنتْ لحزْنِ عيونِ قلْبي

فيا اللَّهُ هلْ يُطْفى أُوَارِي

//

شرابُ البيْنِ مُرٌّ في ظُلوعي

وتشْربُهُ الخلاياَ باصْطِبارِ

//

رِياميٌّ على خيْرٍ تَسامَى

بريقُ عيونهِ مثلُ القُماري

//

سَماوِيٌ ولكنْ في بِلادي

يجُوبُ بلْمَعةِ الشَّهْمِ المُنارِ

//

سراجٌ من نجومٍ في يديْهِ

ومَنْ يَلْقاهُ يهنأُ بافْتِخارِ

//

ولسْتُ مُبالغًا يا قوْمُ فيهِ

فحُسْنُ الخلْقِ منْ جنْبيْهِ سَاري

//

فيَا أُمًّا حَنُوناً لا تُراعِي

وصبْراً إنَّ صبْرَكِ في اشْتِهارِ

//

ويا زوْجاً ويا ابْنًا وبِنْتًا

وإخْوانًا معَزَّتُهمْ شِعاري

//

فقيدُكُمُ المُنوّرُ في قلوبٍ

وإنْ في التُرْبِ غُطِّيَ بالخِمارِ

//

لأحْمدَ بنْ سليْمانَ المُرَقَّى

إلى الجنَّاتِ في أحْلى نَهارِ

//

مضىَ شهْمًا إلى ربٍّ رحيمٍ

وأحْسبُ أنَّهُ زاكي الجِوارِ

//

رِياضُ الخلْدِ قدْ طلَبتْ فَتَاها

لذلكَ أسْرعتْ فيهِ الجَوارِي

//

سلامٌ سرْمدِيٍّ منْ لِسَاني

أُغَمِّسُهُ العشيَّةَ في نزارِ

تعليق عبر الفيس بوك