غزوان ياقوت العراقي | بغداد
في البدءِ كانَ الهوى ديني وإيمـاني
ونورُ ربّي تغشَّى مـلءَ أجفــــــانـي
//
مُـذْ قـــــالَ ربُّكَ للأرضينَ انبسـطي
وشقَّقَ الحــزنَ مِنْ صُلبي وانشاني
//
مُذْ سافرتْ لهفتي للريحِ وانطلقـتْ
وغنَّتِ الطَّـيُر واشتاقـــتْ لأغصـاني
//
مُذْ كنتُ طفلاً وحبُّ الخيرِ يسكنُني
لــو مقلــــةٌ نزفـتْ حزَّتْ بشــرياني
//
مُذْ أومضَ النَّجمُ في عليائِهِ جـذلاً
وضجَّ في مُهجتي عطــــــرٌ لألواني
//
مُذْ خفْقةِ الطّينِ تَحيا الرُّوحُ في شَغَفٍ
والعشـقُ يملأُ مِــنْ طيبي لإخــواني
//
ومُذْ نَمَتْ في رياضِ الحُسِنِ قافيتي
رأيتني نازفـــــــاً والشّعــرُ أدمــاني
//
قلبي وهــذي المــآسـي كــمْ تقتِّلُهُ
فرؤيةُ الظُّلـمِ كــمْ عاثتْ بوجـــداني
//
أثـورُ لو بَسمةٌ مِنْ ثغرِها غُصِبتْ
لو كانَ ما فـوقَ هذا الكـونِ عاداني
//
كرامةُ المرءِ عندي فوقَ عنصرهِ
مــا أجمــــــلَ الحـبَّ نعطيـهِ بتحنانِ
//
ما يجــرحُ النَّاسَ مِنْ همٍّ يجرّحُني
كأنَّ حِرمانُ غــيري كانَ حِرمـاني
//
هذي الزُّهـورُ وإنْ ماتتْ على ظمأٍ
أسقيتُها ما جرى مِنْ فيضِ أجفاني
//
يــا حسرةَ النَّفسِ والآهـاتُ تخنقُها
فـمــوطني اليتمُ مالي موطــنٌ ثانِ
//
لو كانتِ الرُّوحُ مثلَ الطَّيرِ قد خلقتْ
لكـنـتُ أســــعدَ إنســــانٍ بإنســـانِ
//
وكنتُ أُطـعمُ مِـنْ روحـي لكـلِّ فــمٍ
أو كنتُ وزَّعتني في صحنِ جَوْعَانِ
//
وكــنت أنثرُنـي فـــي كـــلِّ مُمْحِلَةٍ
خبزاً ولا أرتجي شكـــراً لإحـساني
//
أعطـي بـلا ثمـنٍ أسـقي بـلا مـننٍ
وأنثرُ الحـــبَّ نبراســـاً بألحـــــاني
//
لا أحـملُ الحـقدَ فالأحقـادُ منقصةٌ
أنا المُـــــبَرأُ مِنْ عـيبٍ ونقصــــانِ