يمامة بيضاء

 

عببر محمد | مصر

 

يمامة بيضاء أرهقت الريح رفرفتها

لم تجد أراكةً  في صحارى الغياب

 سوى هديلها

والصدى المخنوق

في هذه الوحشة المقفرة

 للرحيل قوافل الأشواق

حيث الحنين يسري في النبض  

 وكأنهما توأمان

يسامر أحدهما الأخر

 مثل الشمع وفتيلهِ

 الأحلام الخائبة سفرٌ آخر في الأمنياتِ

  ها هي ذي اليمامة تطوي

 أجنحتها المنهكة 

كما يطوي الظلام بدراً بستاره

 العمر يحترق كالنيازك المشتعلة،

 كلما تناثرت الدموع

تيممت بهديلها

 الفقد محرابها 

وصلاتها قصائد الفراق

ولطالما غرس بوحها

في الصدى رفرفات النحيب 

فيا لهذا الحنين الذي يرتعش

 بين جوانحها

وهي تقول  في سرها:

ألم يخبركَ الهجر؟

 ماذا جنيت يا قاتلي؟

 حينما حرمت اللقاء بيننا!!

 توقفت أنفاس النهر في داخلي 

 وتمزقت الضلوع زفيرا موجعا

واكتويت برحيلك مخلفا الف غصة..

فماذا يفعل الرماد

سوى أن يتبعثر بين يدي الرياح

ويقبل  بما  شاءت ..

فها أنا أواصل كموجة

 بين التعثر والمسير

 ففي منتصف الخيبة تيبّس الأمل

 في أعشاش نبضي

حين رماني هوى سادرٌ

 وانكفأ النبض 

تعالت صرخات الجنون عندما باع

كل عهود الوفاء بقصيدة متخاذلة

لاتتقن العشق ولا انهمر العبيرُ

من لغتها الصماء لغةٍ لا تحترف

 غير أبجدية الزيف ...

فصرخ الشعر من عمق المعاناة

حينما تدفقتُ اروقة بعد أن ظلتٌ

 راهبةً حبيسة الوجدان

اتبع حدس مخيلتي

 الى فردوس قصائدي.

 وأبتعدت عن الزبد الذي يغطي

 البحر الأزرق

ها أنا أستنطق  حروفي

 التى لاتزال صابرة على رحيلك

كالجراح التي أدمنت تذوق الملح

حرّ الأشواق اليك يفترسني

والدمع  ينسل من محاجر الإجابات

ولكن الأسئلة تصنع متاهتها كل حين

 

كان الختام حبيس  البداية

موغلة أنا في حبٍّ أسكنني الجوى

وحبيب أطال النوى

أنت  يا أنت

أنت وجه الغياب المذاب  بالأنا

وأنا يا أنا

أنا طفلة موؤودة الحياة

 إلى أن تشرق شمسك

انتظرك

أنتظر بضوء الحب

على أبواب العبير 

 كغيمة تمسكت بقشة حلم

تبلسم الجرح في صوت أناتي

تبعث الروح في ليل احتضاراتي

أيها العصفور المغرد

 في حنايا  الروح ياهبتي

يا صوت جرحي يا نور ابتهالاتي

سأظل احملك بين جوانحي

 قناديل الشعر تشع بالقصائدَ

 على منابر صبري

 لولادة فجر الألحان:

 ينهمر بجدائل الفرح

 ويراقص القلوب الحزينة

 في سهول الأمنيات الخضراء

لينشد الزهر أحلام  الفراشات

المولعة بالاحتراق...

تعليق عبر الفيس بوك