ترجمة- رنا عبد الحكيم
اعتبرت وكالة بلومبرج الإخبارية أن خطة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتعليق عمل البرلمان بمثابة "الانقلاب" المنتظر الذي زعمه خصومه، لكن عمليا، هي خطوة سياسية متهالكة، ومقامرة قد تفشل، ودليل واضح على ضعف رئيس الوزراء.
وقالت الوكالة في افتتاحيتها، إن جونسون طلب من الملكة إليزابيث الثانية تعليق عمل الهيئة التشريعية لمدة خمسة أسابيع قبل بدء جلسة جديدة في منتصف شهر أكتوبر، أي قبل أكثر من أسبوعين بقليل من الموعد النهائي للخروج من الاتحاد الأوروبي. ولا يزال هناك متسع من الوقت لقيام مجلس العموم باستخدام حق النقض ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا لم يكن بإمكانه الحصول على أغلبية مقابل ذلك. لكن مقترح كهذا في وقت تمر به البلاد بأزمة وطنية، أمر "غير أمين". وسيكون هذا التعليق هو الأطول منذ عقود، والسبب المعلن لجونسون هو ضرورة إدخال أجندة محلية "جريئة وطموحة".
وتساءلت الوكالة حول الهدف الحقيقي من الإجراء، حيث ترى أن من الواضح أن رئيس الوزراء يعتمد على نتيجتين محتملتين؛ الأولى أنه سيغري المعارضة بالدعوة إلى اقتراع بحجب الثقة وبالتالي إجراء انتخابات. نظرًا لأن حزب العمل في حالة من الفوضى التامة، وانقسام خصوم الاتحاد الأوروبي بشأن كل مسألة أخرى تتعلق بالسياسة العامة، ما يعني أن هذا الخيار له جاذبية استراتيجية محددة. لكن أي مسار من هذا القبيل لن يهدد سوى بمزيد من التأخير وعدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أما الاحتمال الثاني فيتمثل في أن التعليق، إذا لم تنقضه المحاكم، سيحبط الجهود المبذولة لمنع بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق في 31 أكتوبر. والحفاظ على إمكانية الخروج بدون صفقة هو جوهر استراتيجية جونسون للبريكست، والداعم الرئيسي له في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي.
ورفضت أغلبية في البرلمان بالفعل الخروج بدون اتفاق، وحوالي 25% فقط من الناخبين يؤيدونه، وفي الواقع، نصفهم فقط يؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق. وستكون هذه هي أسوأ نتيجة ممكنة لهذه العملية برمتها التي أسيء فهمها، تاركة المملكة المتحدة أكثر فقراً وضعفا إلى أجل غير مسمى.
وفي ختام افتتاحيتها ترى "بلومبرج" أن ما فعله جونسون أظهر ضعف موقفه، فهو رئيس وزراء غير منتخب يرأس حكومة أقلية. وموقفه التفاوضي الذي لا يحظى بشعبية سيكون بداية توجيه البلاد إلى كارثة. وللهروب من هذا التفسير اختار جونسون المناورة التكتيكية بدلا من القيادة الحكيمة. ويعتقد أنصار جونسون أن تعليق البرلمان خطوة مخادعة، لكن الواضح للجميع أنه عمل يائس واعتداء على المصلحة الوطنية.