د. صالح الفهدي | سلطنة عمان
سنعيشُ نحملُها الهمومَ إِلى الثَّرى
هيهاتَ أَنْ نَحيـا بغيرِ هُمـــومِ
//
مَنْ يطلبِ العلياءَ يَشْغُلُ عَقْلَـهُ
هَمٌّ إِليـــها، فهــــو غيرُ مَلومِ
//
يقضي اللَّياليَ في تَدَبُّرِ سَعْيِهِ
ما بينَ سُهْدٍ مُجْهِدٍ، وسُهُومِ
//
فاحْسَبْ خَلِيَّ الْهَمِّ خائـرَ هِمَّةٍ
فالمجدُ يُحْصَدُ بعدَ طولِ لـُـزُومِ
//
لو قد خلا الإنسانُ مِنْ هَمٍّ فَمَا
عَرِكَ التَّجاربَ من نقيعِ سُمومِ
//
مَنْ يطلبِ الرَّاحاتِ يُسْلِمُ أَمْرَهُ
مع كلِّ معتوهٍ وكلِّ لئيمِ
//
فَيَهِيمُ، يَبْحَثُ عن صفاوةِ بالِهِ
حتى يُضَلَّلَ في متاهِ وُهُومِ..!
//
لا يُفِرِقُ الحِسَّ الأَبِيَّ مِنَ الأَسى
سيَّانَ أمرُهُمَا لغيرِ عظيمِ
//
مَنْ يحملِ الْهَمَّ الْعَتِيَّ يَنَلْ بِهِ
عِزّاً، فلا يُحْنَى لِظُلْمِ غَشِيْمِ
//
الْحُرُّ يشربُ ماءَهُ رغمَ القَذَى
ماءً قُراحاً من سكيبِ غُيومِ
//
والعبدُ يهربُ عن نوازلِ خَطْبِهِ
شتَّانَ بينَ مُشَايِعٍ وزعيمِ!
//
هذان إنسانانِ يفْرُقُ بينهم
همُّ العزائمِ في متونِ جسومِ.