"جارديان": روسيا تدفع باستخدام الطاقة النووية "غير المناسبة" في إفريقيا

ترجمة- رنا عبد الحكيم

قالت صحيفة جارديان البريطانية إن روسيا تهدف إلى كسب نفوذ من خلال استقطاب الدول الأفريقية لشراء الطاقة النووية منها، إضافة إلى محاولتها كسب المليارات من خلال بيع التكنولوجيا النووية للدول النامية التي يقول المحللون إنها "غير مناسبة" ومن غير المرجح أن تستفيد تلك الدول الفقيرة من إدخال الطاقة النووية إليها.

وذكرت الصحيفة أن ممثلو روساتوم- المؤسسة الحكومية الروسية المسؤولة عن الاستخدام العسكري والمدني للطاقة النووية- تواصلت مع عشرات من زعماء الدول الأفريقية في العامين الماضيين. فقد أبرمت الشركة- التي تقوم ببناء مفاعل بقيمة 29 مليار دولار في مصر- اتفاقات مع أوغندا ورواندا وغانا وجنوب إفريقيا وبلدان أخرى. كما إن نيجيريا وقعت اتفاقا مع روساتوم لبناء مفاعل نووي، وتم توقيع اتفاقيات تعاون أقل طموحًا مع السودان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو. وأنشأت روسيا مكاتب لتعزيز الطاقة النووية في زامبيا، عبر حملات توعية جيدة التمويل تهدف إلى إثارة حماس الرأي العام هناك. وقدمت موكسو مكافأة للفائزين في مسابقة نظمتها في جميع أنحاء إفريقيا وحصل الفائز على رحلة "تعليمية" إلى روسيا شملت زيارات إلى محطة للطاقة النووية و"مدينة العلوم" في أوبينسك.

وتتضمن الحزمة النموذجية المقدمة إلى دولة مهتمة بالطاقة النووية قروضًا سخية وعقود توريد طويلة الأجل؛ حيث قدمت روسيا قرضا لمصر يعادل 85% من تكلفة بناء مفاعلها النووي.

ويزعم مؤيدو الطاقة النووية أن فترات البناء الطويلة للمفاعلات النووية تسمح للبلدان الفقيرة بإنجاز بنيتها التحتية. لكن نيفين شيبيرز، الخبيرة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، قالت إن تكنولوجيا الماء الخفيف ليست مناسبة للعديد من الدول الأفريقية. وقالت "فيما يتعلق بالمعنى الاقتصادي، فإن الدول الأصغر التي أمامها طريق طويل لتطوير شبكاتها ستكون أفضل حالًا في تحقيق هدف مثل المفاعلات المعيارية الأصغر حجمًا".

وقال ممثلو روساتوم في بيان "على الرغم من أوجه القصور في البنية التحتية للشبكات في إفريقيا، لا يزال أحدث جيل من المفاعلات الكبيرة المجربة والمختبرة هو الفائز الواضح في معظم المناطق من حيث تكلفة الكهرباء". وأضافوا أنهم يسعون إلى توفير "حل مخصص" لكل دولة.

وتناولت الصحيفة سببا أخر لعدم جدوى تلك المشاريع، فأوضحت أن المشاريع الباهظة الثمن التي تفضلها شركة روساتوم لن تفيد أفقر سكان إفريقيا. ويتم توليد الطاقة في معظم البلدان في مصانع كبيرة مركزية وتوزع عبر شبكة وطنية- وهو نموذج يمكن تعزيزه في إفريقيا عن طريق الطاقة النووية. والتوسع في الطاقة النووية المدفوعة بالربح في أفريقيا لن يؤدي إلى  توفير أي حلول منطقية لمشكلة الطاقة.

وتؤكد الصحيفة فكرة أن بيع التكنولوجيا النووية يمثل جزءًا من الجهود التي تبذلها روسيا لبناء النفوذ والقوة والتجارة في جميع أنحاء إفريقيا، مع زيادة المشاركة مع الدول في جميع أنحاء القارة.

وتتختم الصحيفة بالتأكيد على حقيقة أن الروس يهتمون فقط بتحقيق المكاسب المالية وتوسيع نفوذهم السياسية. وحتى الآن لم يتم الانتهاء من أي مشاريع نووية وأن هناك عقدين فقط قيد التنفيذ في مصر ونيجريا وهي مشروعات ستستغرق الكثير من الوقت للانتهاء منها في المستقبل البعيد. وستظل روسيا تعمل على جذب الدول الأفريقية. ولم لا فالتعامل معهم مربح للغاية فهو يوفر وظائف في روسيا وعلاقات طويلة الأمد تكون روسيا فيها هي المستفيد على الأرجح.

تعليق عبر الفيس بوك