إفشاء السر

ربا بنت جمال الشنفرية

 

السر أمانة وعهد عظيم يجب على الإنسان المحافظة عليه وكتمانه، فعندما يستأمنك أحدهم على أسراره فلا بد وأنه يرى فيك الإنسان المحترم المخلص الذي لن يفشي أسراره بتاتاً.

 

فإفشاء السر هو خيانة وتفريط بالأمانة فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {المجالس بالأمانة}

فإن حدثك أحدهم بأمر حتى وإن لم يؤكد عليك أن يبقى سراً بينكما ورأيته يتلفت قبل أن يخبرك فاعلم بأنه سر واخجل من أن تقوله للآخرين!

 

ومن أنواع إفشاء الأسرار هي إفشاء الشخص عن أسراره هو بحد ذاته للعلن ومجاهرته بالمعاصي التي لابد أن يتستر عليها إن كان ينوي التوبة منها.

 

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستر الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه}.

فلا بد لنا أن نستر على أنفسنا قبل أن نستر على الآخرين، فمن أكبر المصائب هي إفشاء الأسرار، والأسرار هي أسباب الفتن والحروب، فليس كل الأسرار يجب على الآخرين معرفتها.

لابد أن تخجل أشد الخجل إن كنت تفشي أسرار الآخرين فهذا يعني بأنك بلا ضمير وقد تدور الدنيا ضدك وتكشف أسرارك أنت للآخرين فلا تستمتع بالمتاجرة بمصائب غيرك!

فلا بد على الإنسان أن يحكم عقله وضميره قبل أي تصرف ويتذكّر بأنّ هؤلاء هم أهله وأصدقاؤه وأقاربه ولا يجوز له أن يفضح سرهم مهما حصل وإن كان قد فعل فليتب الآن فإنّ الله يحب التوابين وليتوقف عن مثل هذه الأمور السيئة.

فإن كنت متزوجة أختي فاحفظي أسرار زوجك ولا تخرجي أسراركما للعلن فتصعب حياتك معه وتنهار شيئا فشيئاً وتضعف ثقته بك، وإن كنتِ تفشين أسرار صديقاتك فتأكدي أنّ هناك من يفشي أسرارك في مكان آخر!!

فلا تستسهلوا الأمر نهائيا وتذكروا بأنّ إفشاء السر من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل وقطع العلاقات فلا تكونوا أنتم السبب فيها!

واجعلوا قلوبكم صناديق محكمة الأقفال ولا تفتحوها إلا لخالقكم فقط، فأسرار الناس أمانة غالية لابد من حفظها مهما يحدث.

تعليق عبر الفيس بوك